: أعلن مصدر مسئول في وزارة الخارجية السعودية أنه في تمام الساعة الحادية عشرة مساءً من يوم الاثنين 5/3/2012، تعرض الموظف بسفارة خادم الحرمين الشريفين لدى بنجلاديش خلف بن محمد سالم العلي لإطلاق نار خلال قيامه بالمشي قرب منزله بالعاصمة دكا، وقد تم نقله فوراً إلى المستشفى لمحاولة إسعافه. وأضاف المصدر في بيان صحفي: "وقد باشرت السلطات البنجلادشية وعلى أعلى المستويات بإجراء تحقيقاتها المكثفة في هذه الجريمة للوصول إلى كافة الظروف والملابسات المحيطة بها، بما في ذلك القائمين على هذا العمل الإجرامي ومعرفة دوافعهم، كما تم الطلب من السلطات البنجلادشية سرعة تكثيف الحماية اللازمة لكافة موظفي السفارة و الملحقات والمكاتب التابعة لها". وأكد البيان أن وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني أجرى اتصالاً بشقيق الفقيد خلف العلي ونقل إليه ولأسرته تعازي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، كما باشرت وزارة الخارجية الإجراءات المطلوبة لنقل جثمان العلي إلى السعودية. وذكر نجل الفقيد أن والده: "كان يعمل بسفارة خادم الحرمين الشريفين بأذربيجان لمدة 7 سنوات، ومن ثم انتقل للعمل بالسفارة في بنجلادش". وأفاد ايضا: "كنا على تواصل معه يوم أمس وكانت أموره طيبة". وأضاف: "لم يقصر مع الكل، سواء القريب أو الغريب، ومع عائلته أولا وأخيرا". وقال خالد العلي، شقيق الدبلوماسي السعودي خلف الشمري إنه تلقى اتصالاً من أخيه صباح أمس يطمئن فيه على أحوال أشقائه وشقيقاته وابنه الوحيد ناصر (24 عاماً). وأضاف العلي أن شقيقه خلف هو بمثابة الأب لهم، بعد فقدهم والدهم ووالدتهم، حيث إنهم أسرة مكونة من 9 أشخاص. مشيراً إلى أن شقيقه يعمل في السفارة السعودية منذ عامين تقريباً، وكان قبلها في السفارة السعودية في أذربيجان لسبع سنوات. وأوضح أنه كان من المقرر نقل خلف إلى السفارة السعودية في الأردن في جمادى الآخرة من هذا العام، مشيراً إلى أن علاقته بالجميع كانت جيدة وليس له أعداء أو خلافات مع أحد. أكد مصدر في السفارة السعودية في دكا عاصمة بنغلاديش، في حديث مع "إيلاف" أن الدبلوماسي السعودي خلف العلي تلقى وابلاً من الرصاص فيما كان يمارس رياضة المشي قرب منزله، وأوضح المصدر الذي بدا متأثراً بالحادثة أنه لا يستبعد شخصياً أن تكون دوافع سياسية وراء الحادثة، معيداً ذلك إلى أن ظروف المنطقة تفرض الانفتاح على كل الاحتمالات. وأوضح المصدر أن القتيل لم يكن يحمل أي أغراض شخصية وقت وقوع الحادثة، وأضاف "ترك كل أغراضه في منزله ليمارس الرياضة ومن ثم يعود إلى بيته"، مبيناً أن العلي ترك عائلته الصغيرة في المملكة ولم يجلبهم معه إلى دكا. وكانت الشرطة البنغلادشية أعلنت أن مسلحا مجهولا قتل بالرصاص مسؤولا في السفارة السعودية في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء. وقال ضابط الشرطة قمر الحسن "نجري تحقيقا في الحادث ونحاول معرفة التفاصيل بما في ذلك الدافع وراء القتل وتحديد القاتل". وبالعودة لحديث المصدر فإن العلي لم يكن على علاقة مباشرة مع شؤون الجنسية البنغلادشية، ذلك لأنه يعمل سكرتيراً ثانياً في قسم الرعايا السعوديين، ويعمل في كافة الجهات السعودية في بنغلاديش أكثر من 30 سعودياً سواء في السفارة أو الملحقيتين العسكرية والثقافية والخطوط السعودية. وعلمت "إيلاف" أن السفارة السعودية تلقت توجيهات عليا بمتابعة القضية بكامل تفاصيلها، وتشكيل فريق عمل يبحث الأمر حتى افتضاح الحقيقة وكشف الجناة ودوافعهم. ووبحسب المصدر فإن وظيفة العلي تحتم أن يكون على تماس مباشر مع السعوديين المتواجدين أو المتعاملين هناك، ويتركز النشاط البيني بين المملكة وبنغلاديش على استقدام العمالة، حيث تصدر السعودية أكثر من 70 الف تأشيرة حج وعمرة سنوياً كما تمنح نحو 20 الف تأشيرة عمل شهرياً. وبيّن المصدر أن العلي كان يستعد للرحيل من بنجلاديش إلى عاصمة الأردن في يوليو المقبل بعد أن يتم سنتين من العمل هناك بحسب النظام الإجرائي للموظفين السعوديين في الخارج. وتمر العلاقات السعودية البنجلادشية بمرحلة من الانفراج على مستوى العمل والعمال، إذ يحمل السعوديون العمالة البنجلاديشية الكثير من الجرائم التي تحدث اجتماعيا واقتصاديا ومعرفيا، ما تسبب في خفض ملحوظ لمستوى العمالة في المملكة، فيما أكد وزير المغتربين البنجلادشي أن معدل استقدام العمال من بلاده للسعودية قد انخفض خلال العامين الماضيين إلى ما بين 7 آلاف و15 ألفاً سنويا فضلا عن عدم السماح لمواطنيه بنقل كفالاتهم من شركة إلى أخرى. واضاف في تصريح لصحيفة "ديلي ستار" البنجلادشية أن السعودية أبدت قلقا حول معدل الجرائم للعمال البنجلادشيين في السعودية والذي يزيد عددهم على 2 مليون عامل.