يرعى معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري اليوم (السبت) في تمام الواحدة ظهراً حفل تدشين الملتقى الأول لرؤساء أقسام اللغة العربية في الجامعات الإفريقية والذي ينظمه معهد تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها بجامعة أم القرى بالتعاون مع الندوة العالمية للشباب الإسلامي حيث يعد هذا الملتقى إيذاناً لتنظيم سلسلة من الملتقيات التي تبحث تطوير تعليم اللغة العربية في قارات العالم. يشارك في هذا الملتقى رؤساء أقسام اللغة العربية من عشرين دولة أفريقية في بهدف تطوير أقسام اللغة العربية في الجامعات الأفريقية، ويقدم الملتقى لهم جرعات علمية وتدريبية وتثقيفية للمشاركين إضافة لبرنامج علمي عبارة عن جلسات عمل حول تجارب تعليم العربية في تلك البلدان وفي المملكة، وندوات وورش حول واقع العربية في إفريقيا، كما يتضمن الملتقى أربع دورات تدريبية لغوية وإدارية. وينظم الملتقى كذلك برنامجاً ثقافياً مصاحباً يشمل زيارات المشاعر، ورابطة العالم الإسلامي، ومصنع الكسوة، ومتحف الحرف، والمسجد النبوي، ومجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وزيارة لأئمة الحرم المكيّ وغير ذلك. وأعرب معالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس عن سعادته برعاية وتشريف معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري لتدشين هذا الملتقى في دورته الأولى، مبيناً بأن الملتقى يسعى للأخذ بيد أقسام اللغة العربية في الجامعات الإفريقية نحو آفاق أرحب لخدمة للغة العربية والثقافة الإسلامية من خلال معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها بجامعة أم القرى بمكة المكرمة بما يسهم في تطوير تلك الأقسام ويمكنها من أداء دورها وتحقيق رسالتها ومقاصدها. وأوضح الدكتور عساس بأن جامعة أم القرى تتميّز بريادتِها في جانب العلوم الشرعية واللغوية، حيث أن معهدَ تعليم اللغة العربية لغير الناطقين يٌعد من أبرز جوانب ريادة الجامعة في الشأن اللغويّ منذ تأسيسه كوحدةٍ عام 1395ه واستقلَّ كمعهد عام 1399ه. ومنذ ذلك التاريخ البعيد والمعهد يواصل عطاءه العلميّ عبر تخريج آلاف الطلبة الذين انتشروا في الآفاق حاملين الهديَ والعلمَ والمعرفة. وأبان معالي الدكتور عساس هذا الملتقى يأتي ضمن جهود المعهد الذي يسعى لأفق جديد عبر التواصل العلمي الدولي مع الجهات المعنية بتعليم اللغة العربية، مشيراً إلى أن الملتقى الأول لرؤساء أقسام اللغة العربية بالجامعات الإفريقية يمثل إضافة حقيقية لمسيرة المعهد وعطائه. وقدم معالي مدير جامعة أم القرى الشكر للقائمين على المعهد وللندوة العالمية للشباب الإسلامي على تعاونها الفعال المثمر، مشيداً بجهود حكومتنا الرشيدة وقيادتنا الحكيمة ولوزيرِ التعليم العالم معالي الدكتور خالد العنقري لرعايته لهذا الملتقى. ومن جهته أفاد الدكتور عادل بن أحمد باناعمة عميد معهد تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها بأن المعهد حرص من خلال دوره الفاعل في تعليم اللغة العربية إلى الإسهام في تطوير أداء تعليم اللغة العربية على المستوى العالمي من خلال التواصل مع أقسام اللغة العربية في الجامعات الحكومية في العالم وذلك عبر هذا الملتقى بالتعاون مع الندوة العالمية للشباب الإسلامي والذي تنطلق بوادره من هذا الملتقى ابتداء من إفريقيا وسيعقبه بمشيئة الله تعالى بقية قارات العالم لتصبح جامعة أم القرى ممثلة في معهد تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها حاضنة علمية لهذه الأقسام. وبين د. باناعمة بأن الملتقى سيبحث عدة برامج علمية منها أثر الاستعمار في تغريب اللسان الإفريقي وقطعه عن منابع الثقافة الإسلامية وسبل مقاومة ذلك وتجارب جامعات المملكة وتجارب المؤسسات العلمية ومركز الملك عبدالعزيز لخدمة اللغة العربية والندوة العالمية للشباب الإسلامي كما سيقدم لرؤساء أقسام اللغة العربية في الجامعات الإفريقية علاوة على إقامة برنامج تدريبي وثقافي للمشاركين يتناول دورة في التقويم والاختبارات في برامج تعلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها ودورة بناء وتطوير مناهج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها بالإضافة تنظيم زيارات ميدانية للمشاركين على المشاعر المقدسة والمعالم السياحية والأثرية بمكة المكرمة والمدينة المنورة. فيما أكد الدكتور صالح الوهيبي الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي على أهمية هذا الملتقى والذي يأتي بمبادرة معهد تعليم اللغة العربية بجامعة أم القرى باحتضانِهِ وتبنّيه وتطويره ليتحول من فكرة صغيرة تهدف إلى دعم رؤساء أقسام اللغة إلى ملتقى دوليّ يحظى برعايةٍ كريمة من معالي وزير التعليم العالي. وأشار الوهيبي إلى أن الندوة العالمية للشباب الإسلاميِّ دأبت على الاهتمام بالجانب التعليمي والتدريبي، إيماناً منها بأن هذا الجانب عظيم الأثر في خدمة المجتمعات المسلمة، مبيناً بأن برنامج دعم أقسام اللغة العربية بالجامعات الأفريقية بالندوة يسعى لتعزيز هذه الأقسام مادياً ومعنوياً لتتمكن قدر الإمكان من مزاحمة أقسام اللغات الأخرى التي تحظى بدعم هائلٍ. يشار إلى أن الملتقى يتضمن برنامجاً علمياً لمدة أربعة أيام عبر الجلسات العلمية والندوات وورش العمل، ثم يليه البرنامج التدريبي والذي يستمر خمسة أيام متتالية تختتم بالجلسة الختامية والتوصيات، ويسعى الملتقى لتحقيق جملة من الأهداف من أبرزها خدمة اللغة العربية والثقافة الإسلامية وتطوير أقسام اللغة العربية في الجامعات الإفريقية، وإطلاع رؤساء أقسام اللغة العربية في الجامعات الإفريقية على تجربة جامعات المملكة بعامة وجامعة أم القرى بخاصة في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وتوفير فرص الالتقاء وتبادل الخبرات والتجارب بين أقسام اللغة العربية في الجامعات الإفريقية، والإطلاع على تجربة أقسام اللغة العربية في الجامعات الإفريقية وتقويمها إلى جانب استقراء واقع تعليم اللغة العربية في إفريقيا، وبحث مشكلاتِه، والحلول المقترحة والارتقاء بالأهلية العلمية لأساتذة اللغة العربية في الجامعات الإفريقية فضلاً عن إطلا