يوصف السكر في عالم الحمية ولمواجهة وباء السمنة المنتشر، بأنه العدو رقم واحد في العالم. المشهد المتغير الآن في مجال البحث العلمي يشير الآن إلى أن هذه المادة البيضاء- وليست الأطعمة الغنية بالدهون- هي المتسبب في زيادة الوزن. وينظر إلى عصير الفاكهة كجزء من نظام غذائي صحي ومتوازن توفر الفيتامينات والمعادن اللازمة لكن الحذر كل الحذر فهي ليست بديلاً صحيا للمشروبات الغازية. وقد وجدت دراسة جديدة نشرت في المجلة الطبية البريطانية أن 40 في المائة من العصير والمشروبات تحتوي على ما لا يقل عن يوصى به من سكر للطفل في اليوم بأكمله(19 جرام أو تقريباً خمس ملاعق صغيرة). وقالت الدراسة أن سكر الفاكهة مادة طبيعية بالتأكيد لكن هذا لا يعني أنه غير ضار. ولهذا علينا الا ننساق وراء الحملات التسويقية وأن نحذر من العبارات التسويقية مثل"عصير طبيعي مئة بالمائة" فالسكر هو السكر سواء كان طبيعياً أو صناعياً. ويطلق على نوع السكر في الفاكهة الفركتوز. وعلى الرغم من أن هذا النوع من السكر لا يسبب ارتفاعا في مستويات السكر في الدم إلا أن آثاره على المدى البعيد يمكن أن تؤدي إلى النوع 2 الثاني من مرض السكري كما أنه قد يزيد من كمية الدهون المخزنة في الكبد، والتي بدورها يمكن أن تسبب المرض. هناك كمية صغيرة من الفركتوز في التفاحة لكنها من غير المرجح أن تسبب مشاكل لأنها ممتزجة مع الألياف مما يساعد على الحماية من آثار السكر ويبطئ امتصاصه. لكن في حالة تناول التفاح كعصير فان ذلك يجرده من الألياف ويجعل امتصاص السكر بسرعة أكبر. مصنعو العصائر يتباهون ويتحدثون بفخر عن حشرهم كمية من الفاكهة في زجاجة واحدة من العصير ولكن كم تحوي هذه الزجاجة من سكر؟. حسنا، ربما يوفر عصير الفاكهة كميات أكثر قليلاً من الفيتامينات ولكن هل سألنا أنفسنا لكم من الزمن تبقى هذه الفيتامينات صالحة بعد كل هذا الوقت الذي قضته على أرفف المحلات فهي بالتأكيد قابلة للتحلل بفعل مرور الوقت. الرسالة الأساسية التي وجهتها الدراسة هي أن نحرص على تناول الفاكهة طازجة بدلاً من شرب عصيرها يومياً خاصة عندما يتعلق الأمر بالأطفال وإذا لزم الأمر يمكن تخفيف العصير بإضافة الماء إليه. إذا كانت لديك تفاحة وكوب ماء فمن الأفضل تناولها بدلاً من تناول عصير التفاح. ونصحت الدراسة كذلك بتجنب استهلاك المشروبات الغازية واشارت إلى أن العلبة الواحدة من الكولا تحتوي على 9 ملاعق صغيرة من السكر - وهو ما يزيد على مجموع الكمية الموصى بها يومياً. وحذرت الدراسة كذلك من البدائل"الصحية" حيث أن مشروبات الحمية قد لا تكون أفضل بالنسبة لكثير منا حيث إن الدراسات بينت أنها يمكن أن تؤدي إلى زيادة الوزن أكثر من المشروبات الكاملة السكر. وأشارت الدراسة إلى خطر المحليات، التي تحل محل السكر في مشروبات الحمية . وقالت الدراسة إنه على الرغم من عدم وجود دليل واضح بان المحليات مضرة للصحة إلا أن استهلاكنا لها بكميات أكبر وفي بعض الاحيان فوق المستويات"الآمنة" الموصى بها. بالإضافة إلى ذلك المُحليات لا تفعل شيئا للمساعدة في تقليل رغبتنا الشديدة في السكر. ولم تغفل الدراسة عن التطرق للقهوة وحليب القهوة والنكهات التي يبدو أنها مرت من تحت الرادار عندما يتعلق الأمر بالسكر أو كمية السعرات الحرارية.