: أماط البروفيسر ديتليف بولاك - عالم الاجتماع العالمي بألمانيا - اللثام خلال دراسة قام بإجرائها عن حقيقة مفاجئة وهي أن اثنين من كل خمسة ألمان يشعرون بأنهم مهددون من قِبل الإسلام؛ أي أكثر من الفرنسيين والدنماركيين والبرتغاليين والهولنديين واليونانيين والإسبان. وقال الباحث الأكاديمي الألماني: "الدراسة التي قام بها لمدة عامين كانت صدمة جديدة لكل الأوروبيين، والتي أجريت في معظم دول الاتحاد الأوروبي". وأضاف بولاك: "الدراسة كشفت أن ألمانيا هي الدولة الأكثر تأثيرًا من تحول الإسلام في أوروبا... حيث ترى أن الإسلام دين غير متسامح بالنسبة للأديان الخارجية، بالمقارنة مع فرنسا وهولندا والدنمارك". وأكد بولاك في مؤتمر صحافي للحديث عن الدراسة أن معظم الألمان لا يرون تقريبًا أي مظهر إيجابي في الإسلام، مشيرًا إلى أنه فقط 28.2% من الألمان الغربيين، و19.5% من الألمان الشرقيين يرون أن المسلمين ينبغي أن يكون لهم الحق في بناء المساجد والمآذن في ألمانيا. وصرَّح بولاك بأن الدارسة تعيد الأنظار حول انتشار الإسلام داخل أوروبا، حيث ترى الدراسة أن دولة أوروبية خلال 20 عامًا ستصبح أول دولة إسلامية. مسلمو ألمانيا يطالبون بمواجهة لليمين المتطرف: جدير بالإشارة أن المجلس التنسيقي للمنظمات الإسلامية في ألمانيا كان قد شارك في الجدال المثار حول الإرهاب اليميني بعد اكتشاف خلية لنازيين جدد متهمين بارتكاب عشر جرائم قتل ذات دوافع عنصرية، وسلسلة تفجيرات وحوادث سطو على البنوك في الفترة بين العامين 2000 و2007. وقدَّم المجلس - المؤلف من أكبر أربع منظمات إسلامية عبر رسالة مفتوحة وجهها للدولة والرأي العام الألمانيين - بعدة مقترحات لمكافحة انتشار التيارات اليمينية المتطرفة. وأكد المجلس التنسيقي للمنظمات الإسلامية في ألمانيا أن الكشف عن تورط الخلية الإرهابية - التي اعتقلت مؤخرًا بجرائم قتل ثمانية أتراك ويوناني وشرطية ألمانية - يظهر أن التطرف اليميني بات خطرًا يهدد النظام الديمقراطي والتعايش السلمي بين كل مكونات المجتمع. وجاءت رسالة المجلس - التي وقَّعت عليها عشرون منظمة وجمعية إسلامية - عقب إدانة المستشارة أنجيلا ميركل ورؤساء الهيئات البرلمانية لأحزاب الحكومة والمعارضة لجرائم الإرهاب اليميني في جلسة للبرلمان. وناشد المجلس التنسيقي للمنظمات الإسلامية حكومة ميركل والمواطنين الألمان على الترويج للتعدد الإثني والديني باعتباره إثراءً مجتمعيًّا ينبغي حمايته، وتعزيزًا لسمعة ألمانيا في العالم. وطالب المجلس في رسالته بالتصدي بحزم لمظاهر التمييز ضد المسلمين في الحياة اليومية ومجالات العمل والمؤسسات العامة.