في الوقت الذي أعلنت منظمة الصحة العالمية عن خطة خمسية تهدف إلى خفض نسبة الوفيات الناجمة عن داء الكلب الذي يصيب الإنسان، علمت "الوطن" أن أقسام الطوارئ في مستشفيات وزارة الصحة في كافة المناطق استقبلت خلال العامين الماضيين أكثر من 25 ألف حالة تعرضت لعضات الكلاب. داء الكلب كشفت المصادر أن الطوارئ استقبلت أشخاصا معظمهم من هواة تربية الكلاب، تعرضوا لهجمات شرسة نتج عنها عضات متفرقة في أنحاء من أجسادهم، وبلغ عدد تلك الحالات في العامين الماضيين 25596 مصابا، ما دفع المصابين إلى التوجه بسرعة إلى المستشفيات لتلقي العلاج قبل أن يصابوا بما يعرف ببكتيريا "داء الكلب". وحسب الإحصاء الذي يوضح عدد المصابين جراء الهجوم من بعض أنواع الحيوانات في المملكة، لا تزال الأفاعي والعقارب تتصدر وبفارق كبير عن عضات الكلاب، إذ بلغ عدد الذين أصيبوا بلدغات الأفاعي والعقارب أكثر من 61 ألف شخص. تحذيرات مهمة يحذر استشاري الباطنية والأمراض المعدية الدكتور نزار باهبري من خطورة الكلاب السائبة في بعض أحياء المدن الكبيرة ومنها على سبيل المثال أحياء جنوب محافظة جدة. وقال إنها تشكل خطورة على السكان، فمن المؤكد أن هذه الكلاب تحمل بكتيريا "داء السعار" أو داء الكلاب، كما يعرف لدى الكثيرين، مشيرا إلى أن هذا المرض ينتقل عن طريق تعرض الأشخاص إلى هجمات الكلاب وينتج عنها عضات متفرقة في الجسم، ما يجعلهم عرضة للإصابة بمرض السعار. وأضاف باهبري أن داء الكلب من الأمراض الخطيرة التي قد تؤدي للوفاة، والمسبب له بكتيريا خطيرة تهاجم النظام العصبي المركزي، مشيرا إلى أن غالبية الذين يصابون به يتوفون. الأعراض وأهمية التطعيم يكشف باهبري أن داء الكلب لا يأتي من الكلاب فقط، إذ إن هناك مفهوما خاطئا لدى الكثيرين بأن مرض "السعار" ينتقل عن طريق الكلاب، فيما الصحيح أن هناك نواقل أخرى مثل الفئران. وقال إن انتشار ظاهرة تربية الكلاب بين الشباب جعلت الكثيرين منهم يحرصون على إعطاء هذه الحيوانات اللقاحات التي تجعل الكلاب في مأمن بحيث لا تصبح حاملة لبكتيريا "داء الكلب". وعن أعراض المرض أوضح أنها تتلخص في حمى شديدة وضعف عام وصداع، وهيجان غير متوقع وغريب، وسلوكيات غريبة، وتشوش في الأفكار، وصعوبة في البلع، وزيادة في إفراز اللعاب، وأرق، وشلل خفيف أو مؤقت، ومن ثم تسوء الحالة الصحية للمصاب فيتعرض للوفاة. وأكد باهبري أن المصاب يعطى لقاحات على هيئة إبر حتى تمنع السموم الموجودة في البكتيريا، مضيفا أن نسبة الذين يشفون من هذا الداء قليلة جدا. ودعا إلى مراعاة بعض الأمور بالنسبة لهواة تربية الكلاب والقطط وغيرها من الحيوانات، ومنها إبقاء الحيوانات الأليفة تحت الإشراف الطبي البيطري، وكذلك يجب تبليغ الأمانة عن مواقع مشاهدة الكلاب السائبة في الإحياء، وأيضا لا بد من الحرص على عدم لمس الحيوانات البرية أو الضالة.