ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن التقارب الحاصل في العلاقات بين روسياوالولاياتالمتحدة يصب في مصلحة كل من الرئيس السوري بشار الأسد وإسرائيل. وأورد الخبير العسكري رون بن يشاي أن تزايد التدخل الميداني من قبل الدول العظمى في الملف السوري سيجعل الأمور أكثر استقرارا، وربما يؤدي في النهاية لتقليص خطر اندلاع حرب إسرائيلية مع حزب الله في الجبهة الشمالية. وشكك المتحدث في الوقت ذاته بنجاح محادثات جنيف الحالية بتحقيق اختراق في العملية السياسية في سوريا ووضع حد لحمام الدماء هناك. وأضاف بن يشاي أن موسكووواشنطن توصلتا إلى جملة تفاهمات، من بينها التنازل عن مطلب إسقاط الأسد كشرط أساسي لبدء المحادثات، حيث يبدو الأسد الرابح الأساسي من هذه التفاهمات، "لأنه ومعه طائفته العلوية كسبوا عامين إضافيين في الحكم". واعتبر الخبير العسكري أن إسرائيل أيضا رابحة من هذه التفاهمات، نظرا لارتباطها بعلاقات وثيقة مع الدولتين الكبيرتين -الولاياتالمتحدةوروسيا- مما قد يمنحها القدرة على التأثير في تصميم الحل النهائي لمستقبل سوريا. تسليح حزب الله ويأتي التقارب الأميركي الروسي في سوريا -بحسب الصحيفة- انطلاقا من رغبتهما المشتركة في وضع حد "للحرب الأهلية" الدائرة هناك منذ خمس سنوات، فهذه الحرب تترك آثارها السلبية على الاستقرار العالمي، وباتت تحول المنطقة بأسرها إلى ساحات لمعارك ضارية بين السنة والشيعة في الشرق الأوسط، وربما تذهب الأمور باتجاه حرب مشتعلة بين إيران والسعودية مع حليفاتها السنية، وعلى رأسها باكستان ذات السلاح النووي. وأضاف بن يشاي أن التقارب الأميركي الروسي في المسألة السورية يتعلق بقناعات توصل إليها صناع القرار في واشنطنوموسكو للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، وهو ما يتطلب إنهاء ما تسميها الصحيفة "الحرب الأهلية" في سوريا. من جانبه، كشف المراسل السياسي لصحيفة "هآرتس" باراك رابيد أن سفير إسرائيل في روسيا تسافي حيفيتس قال إن موسكو تعهدت أمام تل أبيب قبل عدة أسابيع بعدم نقل أي أسلحة إلى حزب الله أثناء حربه داخل سوريا. وذكرت الصحيفة أن حيفيتس أكد خلال اجتماع سري للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الإسرائيلي قبل أيام أن العلاقات الروسية الإسرائيلية تشهد في هذه الآونة تناميا غير مسبوق.