أعلن مسؤولون ألمان أنه لا توجد بوادر على هجوم إرهابي وشيك من تنظيم الدولة الإسلامية في ألمانيا، وذلك بعد أن أغلقت الشرطة محطتين للقطارات في المدينة عشية أعياد الميلاد بسبب مخاوف أمنية من عمليات إرهابية. وقال وزير الداخلية في حكومة مقاطعة بافاريا يواخيم هيرمان إن "الوضع هدأ قليلا مرة أخرى". وأعيد فتح محطة "باسينغ" ومحطة القطارات الرئيسية بوسط ميونيخ صباح الجمعة بعد إغلاقهما. وقال هيرمان إن إعلاق المحطتين مؤقتا كان إجراءا ضروريا بسبب تلقي جهاز المخابرات تحذيرا "محددا" حول تهديد بشن تنظيم الدولة الإسلامية هجمات انتحارية. وقالت الشرطة إنها تبحث عن "خمسة إلى سبعة" أشخاص مشتبه بهم، ويعتقد أنهم عراقيون وسوريون. لكن هيرمان صرح لمحطة "بي آر" الإذاعية الرسمية في مقاطعة بافاريا بأن حالة التحذير أصبحت الآن "كما كانت قبل الليلة الماضية". وأضاف بأن أوروبا كانت تواجه "تهديدا عاما لهجوم إرهابي وشيك". وفي إشارة للمخاوف الأمنية في ميونيخ، قال هيرمان إن السلطات "ليس لديها شيء ملموس حول مكان أو توقيت" لوقوع هجوم محتمل. فحص الأسماء وقال رئيس شرطة ميونيخ هوبرتوس آندرا إن الشرطة لديها بعض الأسماء التي يجري فحصها على قواعد البيانات الخاصة بها، لكن لا يوجد لديه تفاصيل حول أماكن وجود هؤلاء المشتبه بهم. ونصح آندرا سكان المدينة بأن "يواصلوا حياتهم كما اعتادوا سابقا". وقالت المتحدثة باسم الشرطة "إليزابيث ماتغينه" إن المعلومات التي وردت بشأن وجود مخطط لتنظيم الدولة في المدينة كان مصدرها الاستخبارات الفرنسية. وأوضحت أن الفرنسيين "قدموا لنا إشارة على وجود خطة لهجوم انتحاري يستهدف ميونيخ خلال الليلة السابقة نحو الساعة 12". وجرى استدعاء تعزيزات للشرطة من أجزاء أخرى من مقاطعة بافاريا، ونشرت في المدينة. وأوضح هيرمان أن إغلاق المحطتين كان "القرار الصائب لأنني أعتقد بأنه لا يمكننا المخاطرة حينما يكون لدينا هذه التهديدات المحددة". ورفعت حالة التأهب في العديد من المدن الأوروبية خشية وقوع هجوم خلال احتفالات العام الجديد، وذلك بعد مقتل 130 شخصا في هجمات منسقة في باريس في 13 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي نفذها انتحاريون من تنظيم الدولة. وتشارك فرنساوألمانيا في الحملة الجوية الدولية لقوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة ضد مقاتلي تنظيم الدولة في العراق وسوريا. وتسببت المخاوف الأمنية بالفعل في إلغاء الاحتفالات بالعام الجديد أو تقييدها في مدن أوروبية أخرى. وألغت السلطات في بروكسل جميع المناسبات الرسمية للاحتفال بالعام الجديد بعد القبض على ثلاثة أشخاص يوم الخميس على صلة بتخطيط مزعوم لشن هجوم عشية العام الجديد. وقال الإدعاء البلجيكي إنه سيجري احتجاز الأشخاص الثلاثة 24 ساعة إضافية، وكانت الشرطة القت القبض على شخصين آخرين يشتبه بتخطيطهما لتنفيذ هجمات إرهابية. لكن التخطيط الواضح لاستهداف الاحتفالات بالعام الجديد في بروكسل ليس له صلة بالشبكة الإرهابية المشتبه بمسؤوليتها عن هجمات باريس، حسبما أفادت السلطات البلجيكية. وصادرت الشرطة مواد خلال مداهمات لها يوم الخميس من بينها أجهزة كمبيوتر وهواتف وأدوات للعبة "آير سوفت" التي يحاكي خلالها الأشخاص عمليات إطلاق النار من أجهزة أشبه بأسلحة محشوة كرات بلاستيكية. واعتقلت الشرطة البلجيكية في عمليات أخرى مشتبها عاشرا في تفجيرات 13 نوفمبر/ تشرين الثاني بباريس، التي أسفرت عن مقتل 130 شخصا. وقبضت الشرطة يوم الأربعاء على المشتبه العاشر وهو مواطن بلجيكي عُرف بأنه "أيوب ب" وذلك خلال مداهمة في حي "مولنبيك" ببروكسل. ووجهت الشرطة لهذا المشتبه تهمة القتل الإرهابي والمشاركة في أنشطة جماعة إرهابية. ونشر أكثر من 100 ألف من قوات الشرطة في أنحاء فرنسا، وألغت السلطات في العاصمة باريس العروض التقليدية لإطلاق المفرقعات النارية، لكن آلاف الأشخاص نظموا احتفالات في جادة الشانزليزيه في أكبر تجمع من نوعه منذ هجمات الشهر الماضي. وجرى تشديد الإجراءات الأمنية في مدن أوروبية أخرى من بينها موسكوولندن وبرلين. وأرجأت السلطات الروسية إطلاق الألعاب النارية في موسكو لخمس دقائق، وأغلقت الشرطة للمرة الأولى "الميدان الأحمر"، الذي يتجمع فيه عادة المحتفلون بأعداد غفيرة عشية العام الجديد. ونشرت شرطة لندن ثلاثة آلاف ضابط في مناطق داخل المدينة من بينهم ضباط بأسلحة إضافية.