- جدة - محمد طامي // أكد عضو مجلس الشورى رئيس الجمعية العالمية لأبحاث تطوير الموهبة والتميز بألمانيا أستاذ برامج الموهوبين وتنمية التفكير الأستاذ الدكتور عبدالله بن محمد الجغيمان بأن الإبداع يعد وسيلة المؤسسات للحياة والتطور، مبيناً بأن المؤسسات تحتاج إلى قيادة ذات رؤية مبدعة لتكون مؤسسات مبدعة. جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها د. عبدالله الجغيمان بعنوان "الإبداع والابتكار.. المفهوم والأهمية" ضمن فعاليات الملتقى الأول للإبداع والابتكار في العمل الخيري والذي نظمته الأمانة العامة لجائزة السبيعي للتميز في العمل الخيري والمركز الدولي للأبحاث والدراسات "مداد" ومؤسسة محمد وعبدالله إبراهيم السبيعي الخيرية، تحت شعار "الإبداع والابتكار بين النظرية والتطبيق" برعاية وحضور معالي وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي وتشريف معالي الدكتور سعد بن عثمان القصبي محافظ الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة. حيث تحدث د. الجغيمان عن الحاجة إلى صناعة بيئة ملهمة تستحث القدرات الإبداعية وينتج عنها أفكاراً تتسم بالكفاءة والفاعلية تحقق أهداف المؤسسة بأفضل ما يمكن، وبين بأن الإبداع هو عبارة عن القدرة على الخروج بأفكار وحلول تتسم بالجدة والأهمية للمشاكل والتحديات اليومية والمستقبلية. واستعرض د. الجغيمان أهمية المحيط التنظيمي للإبداع والتي يتشمل البيئة المحيطة والخصائص الشخصية التي تشمل المثابرة والإيجابية والثقة بالنفس والتعلم المستمر والمبادأة إلى جانب العمليات والمنتج، مبيناً بأن العمليات الذهنية الإبداعية تتم عبر المرونة والأصالة والتحليل والتفصيل والتركيب والحساسية للمشكلات والطلاقة. وأبان د. الجغيمان دور البيئة الإبداعية في تحقيق الدافعية الداخلية إلى جانب أهمية الحرية والبيئة الآمنة والمرنة والتعاونية إلى جانب أهمية مشاركة الموظفين في صنع القرار والتصحيح الذاتي، مبيناً بأن الإبداع هو معرفة وخيال وتقويم وقدرات واتجاهات وعمل. وأبرزت المحاضرة دراسة علمية أكدت أهمية أن تتمكن معظم الجهات الرسمية والتجارية التي تمت دراسة بيئاتها العملية من تطوير قدراتها الإبداعية، وجد أنها بحاجة إلى المبادأة والجرأة وإتاحة وقت كاف للأفكار وتهيئة فرص لدعم الفكرة وبث الثقة والانفتاح. وأبان د. الجغيمان بأن الإبداع يحتاج إلى عمليات جراحية وفق تقارير أكدت بأن تعزيز العقول المبدعة القادرة على الإنتاج في البيئة العملية يتم من خلال تعزيز العمل في مجموعات تعاونية واتخاذ قرارات وإنتاج الأفكار وحل المشكلات. وأكد د. الجغيمان بأن المؤسسات لتكون مبدعة تحتاج إلى قيادة ذات رؤية مبدعة، مشيرا ًإلى أن المؤسسات تموت عندما يغلب التفكير المنطقي على التفكير الإبداعي وعندما تفشل المؤسسة في خلق جهاز متخصص في تدمير ممارساتها القائمة بأفكار جديدة، كما حذر من تجاهل العمل بالرؤى الإبداعية مبيناً بأن الرؤية المبدعة من غير عمل لن تزيد على أن تكون مجرد حلم، وأن العمل من غير رؤية لن يزيد عن كونه مضيعة للوقت، مؤكداً بأن الرؤية المبدعة والعمل يساهمان في نمو أي جهة وتطورها. وأختتم محاضرته بأن مايعوق الكثير من الجهات من التقدم مثل انتشار ثقافة "هكذا هو الأسلوب الذي تعودنا عليه في أداء مهام عملنا". وتناولت المحاضرة أهمية الإبداع لمساعدة المؤسسات على تحقيق قفزات نوعية في أدائها وآليات إثارة القدرات الإبداعية الكامنة والخصائص الذهنية والشخصية التي يجب أن يعنى بها صناع القرار لقيادة مؤسساتهم نحو الأداء الإبداعي الذي يضمن بإذن الله تعالى لها البقاء حية فاعلة تقود الأحداث من حولها وتستقرئ المستقبل وتؤثر فيه. كما استعرضت المحاضرة نوعية البيئة المؤسسية التي تهيئ سياق محفز وحاضن للإبداع والأساليب الإدارية في تخفيض أو إزالة العوامل التي تعوق النشاط الإبداعي، إلى جانب مناقشة أهم الممارسات المهنية والاجتماعية ذات التأثير السلبي في نمو السلوك الإبداعي، والأساليب التي يمكن تبنيها للمساعدة على بث الثقافة الإبداعية في جهة العمل. يذكر بأن الملتقى الأول للإبداع والابتكار في العمل الخيري والذي أقيم برعاية مؤسسة سليمان بن عبدالعزيز الراجحي الخيرية ومؤسسة عبدالرحمن بن صالح الراجحي وعائلته الخيرية ومؤسسة المجدوعي الخيرية تحت شعار "الإبداع والابتكار بين النظرية والتطبيق" حظى بحضور ممثلي عدد من الوزارات المختصة والمؤثرة في إدارة العمل الخيري إلى جانب مشاركة قيادات العمل الخيري والعاملون بمنظماته المختلفة والمتخصصون والباحثون في مجال الإبداع والابتكار فضلاً عن مشاركة الجمعيات الخيرية المشاركة في جائزة السبيعي للتميز في العمل الخيري والأفراد المشاركون في المجال الثالث بالجائزة "الفكرة الإبداعية المتميزة" وتعد جائزة السبيعي للتميز في العمل الخيري أول جائزة متخصصة في الجودة والتميز المؤسسي في قطاع العمل الخيري عالمياً ومحلياً، وقد تبنتها مؤسسة محمد وعبدالله إبراهيم السبيعي الخيرية بهدف خدمة العمل الخيري وتطويره والتوعية بأهمية التميز والجودة فيه باعتباره قطاعاً مكملاً للقطاعين الحكومي والخاص.