أدان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشدة إسقاط طائرة روسية على الحدود بين سورياوتركيا ووصفه بأنه "طعنة في الظهر" من "شركاء الإرهابيين". وتقول تركيا إن طائراتها أسقطت الطائرة الروسية بعد تحذيرها من أنها تخرق المجال الجوي التركي. ولكن روسيا تقول إنها لم تخرج قط عن المجال الجوي السوري. وبدأ حلف شمال الأطلسي (الناتو) اجتماعا طارئا لبحث الحادثة بناء على طلب تركيا. وحذر بوتين من أنه ستكون هناك "عواقب وخيمة" على العلاقة بين موسكو وأنقرة. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه سيلغي زيارة إلى تركيا، التي كانت مقررة الأربعاء. كما وجه لافروف الروس بعدم زيارة تركيا، وقال إن تهديد الإرهاب هناك ليس أقل من التهديد في مصر، حيث أدى انفجار قنبلة إلى سقوط طائرة روسية الشهر الماضي. وقال لافروف إن الطائرة وهي من طراز سوخوي - 24 اصابها صاروخ جو-جو أطلقته طائرات تركية من طراز إف -16 في المجال الجوي السوري. وقال بوتين إن الطائرة تعرضت لهجوم "على ارتفاع ستة آلاف متر، على بعد كيلو متر واحد من الحدود". وتمكن الطاقم المكون من شخصين من الخروج باستخدام المظلات بينما سقطت طائرتهما محترقة فوق تل في سوريا. وأظهر تسجيل بالفيديو ما يبدو أنه جثة أحد الطيارين يحيط به عدد من مسلحي المعارضة السورية. وقال بوتين "على أي حال، لم يهدد طيارونا وطائراتنا المناطق التركية بأي صورة. الأمر واضح تماما". وأضاف "كانوا يقومون بعملية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في المناطق الجبلية شمال اللاذقية، حيث يتركز مسلحون ينحدر معظمهم من روسيا". وقال "كانوا مهمة رئيسية هي شن هجمات احترازية ضد هؤلاء الذين يمكنهم العودة إلى روسيا في أي وقت. هؤلاء يجب وصفهم بصورة مباشرة بأنهم إرهابيون دوليون". وقال مسؤولون عسكريون روس إن الطائرة هوجمت بعد تحذيرها من أنها تخترق المجال الجوي التركي. وهذه أول مرة تتحطم فيها طائرة روسية في سوريا منذ أن بدأت روسيا في شن هجمات جوية ضد الجماعات المسلحة التي تقاتل الرئيس السوري بشار الأسد في سبتمبر/أيلول الماضي. وقال حلف شمال الأطلسي، الذي تنتمي تركيا لعضويته، إنه يتابع الموقف "عن قرب" مع السلطات التركية. حق تركيا في الدفاع عن أراضيها وحث الرئيس الأمريكي باراك أوباما روسياوتركيا على تجنب التصعيد بعيد اسقاط الطائرة. وقال أوباما في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في البيت الأبيض "تركيا، كأي دولة، يحق لها الدفاع عن أراضيها ومجالها الجوي". وأضاف "من المهم جدا بالنسبة لنا الآن أن نتأكد من أن الروس والأتراك يتحدثان سويا لمعرفة ما حدث بالضبط ولاتخاذ خطوات لتجنب أي نوع من التصعيد". وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، إن الطائرة سقطت في منطقة جبل تركمان في اللاذقية، حيث وردت تقارير عن هجمات المعارضة المسلحة والقوات السورية الحكومية في وقت سابق من الثلاثاء. وبحثت الطائرات العسكرية الروسية عن الطيار ومساعده في منطقة تحطم الطائرة في منطقة بيار بوجاك ذات الأغلبية التركمانية. وقال متحدث باسم جماعة مسلحة تنشط في المنطقة، وهي جماعة اللواء العاشر، لوكالة أسوشييتد برس إن طاقم الطائرة حاول الهبوط بالمظلة في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، ولكنهم تعرضوا لهجوم من الجماعة. وقال المتحدث إن أحد الطياريين كان ميتا عند هبوطه. وأضاف أن مصير الطيار الثاني غير معلوم. وحذرت تركيا، وهي معارض شديد للرئيس السوري، من مغبة اختراق مجالها الجوي من قبل القوات السورية والروسية.