انطلقت، اليوم الأربعاء، جلسات طاولة الحوار الوطني اللبناني بطبعتها الثالثة وسط إجراءات أمنية مشددة. وقد أغلقت قوات الأمن اللبنانية منطقة وسط بيروت قبل جلسة الحوار، واصطف مئات الجنود مع سيارات مدرعة في مداخل وسط بيروت في وقت مبكر ليغلقوا المنطقة التي يوجد بها مبنى البرلمان، حيث يبدأ الحوار الوطني. ومن جهتهم، دعا ناشطون إلى تصعيد الاحتجاجات ضد فشل الحكومة في حل مشاكل منها أزمة التخلص من النفايات، التي أدت لتكدس القمامة في بيروت، تزاماً مع انطلاق الحوار. الحوار انطلق بدعوة من رئيس مجلس النواب نبيه برّي، وبحضور قيادات الكتل النيابية، باستثناء كتلة حزب "القوات اللبنانية" التي قاطعت الحوار واشترطت أن يتم انتخاب الرئيس أولاً ويتوقف التعطيل الحكومي. وبحسب بري، فمن المقرر أن ينطلق النقاش من بند رئاسة الجمهورية وسيتطرق إلى بنود أخرى لاحقاً. إلا أن المشاركين وضعوا في سلم أولوياتهم ملفات مختلفة. وقد شددت كتلة "تيار المستقبل"، ممثلةً بالرئيس فؤاد السنيورة، على أهمية التوافق على انتخاب الرئيس أولا، بينما وضع النائب سليمان فرنجية إصدار قانون انتخاب برلماني جديد على رأس الأولويات، معتبرا أن من شأن ذلك تحقيق تحول جوهري في الواقع اللبناني. من جانبه، تحدث رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة"، التابعة لحزب الله، النائب محمد رعد، عن التزام الحزب بإنجاح الحوار، فيما رأت كتلة "الإصلاح والتغيير" بزعامة النائب ميشال عون أن الأولوية هي لتعديل الدستور وانتخاب رئيس جمهورية مباشرةً من الشعب. أما حزب "الكتائب"، المُمَثل بالرئيس الأسبق أمين الجميل، فيريد انتخاب رئيس للجمهورية وفق الدستور والميثاق الوطني. كذللك شدد النائب وليد جنبلاط على أولوية انتخاب رئيس. وفي سياق آخر، وقبيل انعقاد الجلسة، دعا رئيس الحكومة تمام سلام إلى جلسة لمجلس الوزراء لإيجاد حل لقضية النفايات.