شهدت منطقة عسير يوم أمس الأول أمطارًا غزيرة شملت معظم محافظات المنطقة واستنفرت العديد من الجهات الأمنية والخدمية، واستمرت الأمطار قرابة الخمس ساعات وأدت الى تحول العديد من الطرق إلى مستنقعات مائية بالإضافة إلى تضرر عدد من الطرق وتوقف الحركة المرورية بها كما أدت السيول التي جرت بها الأودية إلى احتجاز العديد من المركبات وتم إنقاذ من كانوا على متنها، كما تسببت المستنقعات التي خلفتها الأمطار في غرق طفلين بمحافظة رجال ألمع، وكانت خميس مشيط هي المحافظة التي شهدت أمطارًا غزيرة أكثر من غيرها، والأكثر تأثرًا لناحية عدد البلاغات والاحتجازات وعمليات الإنقاذ. من جهته أوضح الناطق الإعلامي للدفاع المدني بمنطقة عسير العقيد محمد عبدالرحيم العاصمي أنه تم تطبيق خطة الإسناد الآلي والبشري بمديرية الدفاع المدني بعسير لدعم الموقف الميداني بمدني خميس مشيط وباشرت الفرق الميدانية بخميس مشيط 47 حالة احتجاز لأشخاص داخل مركباتهم، فيما تم التعامل مع 19 مركبة عالقة بتجمعات مياه في عدة أحياء بالخميس ومجاري سيول. وقال العاصمي إنه تم التنسيق مع فرع وزارة المالية بالمنطقة لإيواء 5 أسر بمحافظة خميس مشيط في (شقق مفروشة) نتيجة تضرر منازلهم جراء الأمطار، ولا تزال فرق الدفاع المدني بخميس مشيط تباشر ميدانيًا البلاغات التي ترد لطلب الاستعانة بفرق الإنقاذ لمعالجة الوضع. وقامت فرق الدفاع المدني بمحافظة محايل عسير باستخراج عائلة مكونة من خمسة أشخاص من داخل سيارة علقت داخل مياه سيل منقول بوادي آل منامس بخميس مطير بمحافظة محايل عسير وهم بصحة جيدة. هذا ومن االمتوقع أن يتم تشكيل لجنة للوقوف على الأضرار التي خلفتها الأمطار وتقدير التعويضات وذلك عبر عدة جهات حكومية. خميس مشيط تغرق وما أن بلغت الساعة الرابعة والنصف عصرًا حتى بدأت الأمطار تنهمر من السماء وسط سقوط زخات من البرد وفي غضون نصف ساعة تحولت شوارع محافظة خميس مشيط إلى مسطحات مائية وبرك أغرقت عددًا من الأحياء واحتجزت السكان داخل منازلهم وتضرر العديد من الشوارع بالانجرافات كما داهمت السيول عددًا من المواقع وحظائر الأغنام والجمال...وأدى انسداد عبارة حيوية وسط أحد الأودية إلى تكوين بحيرة عملاقة وسط حي الشرف حيث غمرت المياه عددًا من المركبات كما احتجزت بعض السكان داخل منازلهم مما أفضى إلى تدخل فرق الإنقاذ بالدفاع المدني عبر قوارب مطاطية والوصول إلى الأسر وإنقاذها ونقلها من المنازل إلى دور الإيواء. وقد عانت فرق الدفاع المدني في عدد من المواقع من التجمهر الذي صاحب عمليات إنقاذ بعض الأسر في محافظة خميس مشيط حيث عرقل المتجمهرون عمليات إنقاذ الأسر العالقة في منازلها بعد أن حاصرتهم مياه الأمطار داخلها ما أدى إلى تذمر طواقم فرق الإنقاذ وبقي التجمهر في بعض المواقع حتى إنقاذ الأسر وسط صيحات عدد من أهالي المحتجزين بعدم الكشف على محارمهم. إنقاذ المحتجزين داخل المركبات وباشرت فرق الدفاع المدني بلاغات احتجاز مركبات في عدد من الأودية حيث جرف سيل على طريق الصناعية الجديدة سيارة بها زوج وزوجة حيث بقيا على سقف السيارة التي طمرت المياه معظمها حتى وصلت فرق الدفاع المدني وباستخدام المعدات الثقيلة تم فتح موقع عبور ووضع لوح خشبي امتد إلى السيارة العالقة في السيل وأخذت الزوجة في المشي عليه حتى وصلت إلى بر الأمان وتبعها زوجها حتى تم إنقاذهما. كما احتجزت سيارة في وادي الحوطة غمرها السيل وبها سيدة وسائقها وتمكنت الفرق من إنقاذهما والوصول بهما إلى بر الأمان، كما قامت الفرق بإنقاذ عدد من الأسر احتجزت داخل السيول ولم تسجل أي حالة وفاة. توقف الحركة المرورية وقد تضرر عدد من الطرق الداخلية في محافظة خميس مشيط جراء انجراف أجزاء منها بسبب الأمطار والسيول فيما انهارت أجزاء من عقبة الجوة بمحافظة سراة عبيدة مما أدى إلى إغلاق عدد من الأنفاق والعقبة أمام المارة واستنفرت فرق الصيانة والبلدية لرفع الصخور المتساقطة والتي أغلقت العديد من الأنفاق داخل العقبة ولا تزال الفرق تعمل في الموقع لعودة الطريق التي طبيعته، كما تضررت عقبة شعار إثر سقوط عدد من الصخور وانتشرت الآليات الثقيلة لرفع الصخور وتأهيل الطريق ولم تتأثر العقبة بذلك وظلت الحركة مستمرة مع وجود فرق المرور بالموقع. استنفار بلدية خميس مشيط واستنفرت بلدية محافظة خميس مشيط طاقاتها لمواجهة الآثار التي خلفتها الأمطار والسيول بعد الأمطار الغزيرة التي هطلت مساء أمس الأول الجمعة على المحافظة. وأوضح الناطق الرسمي لبلدية خميس مشيط بدر القرني أن البلدية قامت بالاستعانة بعدد من الآليات والمعدات واستأجرت أخرى حسب توجيهات رئيس البلدية بعد وقوفه ميدانيًا على عدد من المواقع التي تضررت من السيول. وتابعت فرق الطوارئ عملية تصريف الأمطار حيث إن كمية وغزارة الأمطار كانت كبيرة جدًا ولم تستوعبها العبارات وأنابيب الصرف المعدة لتصريف مياه الأمطار. ونفى القرني ما تم تداوله عن عدم وجود تصريف للمياه في بعض الأحياء، مؤكدًا أن كل الأحياء بها تصريف جيد باستثناء بعض الأحياء التي لا تزال مشروعات التصريف فيها قيد التنفيذ. وأكد القرني أن الفرق الميدانية قامت بالتعامل مع كل المواقع التي تم الوقوف عليها وشفط تجمعات المياه على الطرق العامة وفتح بعض الطرق التي تأثرت.