طالب الدكتور عدنان مصطفى البار أستاذ نظم المعلومات وعلوم الحاسبات كلية الحاسبات وتقنية المعلومات جامعة الملك عبدالعزيز بتوجيه أبنائهم للتعامل الذكي مع التقنية، ونبه أولياء الأمور إلى أن منع أو مصادرة الأجهزة التقنية أسلوب غير صحيح، مؤكداً على أهمية وضع خارطة طريق للتعامل مع التقنية بهدف ضمان عدم تأثيرها السلبي على الأبناء. جاء ذلك خلال جاء ذلك خلال أمسية تربوية قدمها بعنوان "أبناؤنا والتقنية" ضمن الملتقى التربوي الثالث لأولياء الأمور والذي أقيم تحت شعار "أسرتي مشروع حياتي" ونظمته الأمانة العامة لجمعية مراكز الأحياء بمحافظة جدة بالتعاون مع مكتب اقرأ للاستشارات التعليمية والتربوية والغرفة التجارية الصناعية بجدة. حيث أكد د. البار بأن من أفضل وسائل التعامل مع التقنية هو تقنين الاستخدام بأوقات محددة وإرشاد وتوجيه الأبناء بشكل متواصل عن مميزاتها وتحذيرهم من التعامل معها بشكل سلبي، فضلاً عن الرقابة الذاتية والرقابة الذكية عبر برامج المراقبة من خلال أجهزة الانترنت المنزلية والتي تزود الوالدين بتقرير يومي عن المواقع التي يتصفحها الأبناء، إلى جانب تخصيص جهاز واحد في المنزل للأطفال ويكون في صالة الجلوس والتعامل الذكي مع التقنية عبر الاستفادة منها في التعليم والتجارة الالكترونية والمعارف العامة. وبيّن د. البار بأننا أصبحنا اليوم نعيش في العالم كقرية كونية بسبب التقنية ووسائل الاتصال الحديثة التي جعلت الإنسان يستطبع أن يعلم ما يحدث من حوله في أي مكان في العالم لحظة بلحظة وكأن الحدث في قريته التي يعيش فيها، وأصبح العالم بأسره يشبه قرية صغيرة. وتطرق د. البار إلى مواقع التواصل الاجتماعي حيث تحدث عن الفيس بوك (FaceBook) والذي يحظى ب800 مليون مستخدم حول العالم منهم 5.536.320 مستخدم في المملكة العربية السعودية (يمثلون مانسبته 17.63% من عدد السكان) منهم 31% إناث و69% ذكور، كما استعرض موقع توتر Twitter والذي تأسس عام 2006م وأصبح تاسع موقع شهرة في العالم. وتناول د. البار التحديات التربوية التي أفرزتها التقنية ومن أبرزها العزلة والانطواء وإهدار الأوقات بدون فائدة والأضرار الصحية والإنفاق المالي والرقابة والتحكم إضافة للتحديات الفكرية والأخلاقية، كما أستعرض مخاطر التقنية لاسيما في مجال الجريمة المعلوماتية وانتحال الشخصية وسرقة الحسابات الشخصية وسرقة حسابات البنوك والتجسس على المعلومات والاختراق والتخريب وجرائم الأطفال والتغرير بهم والجرائم الفكرية والجرائم الأخلاقية. واستعرض خلال الأمسية وسائل الحماية التقنية عبر برامج الحماية من الاختراق وبرامج الحماية من المواقع المشبوهة وبرامج الحماية من خلال مزودي الخدمة وبرامج الحماية من خلال نظام التشغيل، وأختتم بالحديث حول القوانين والأنظمة التقنية لاسيما قوانين التبادل التجاري الالكتروني وقوانين الانضمام إلى المواقع وسياسة الخصوصية في المواقع وقوانين حماية الملكية الفكرية. يذكر بأن هذه الأمسية تعتبر الثانية ضمن ملتقى "أسرتي مشروع حياتي" حيث تناول الأستاذ زياد بسام البسام عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة دور الأسرة والمجتمع والإعلام في نشر ثقافة العمل الحر خلال أمسية تربوية قدمها بعنوان "شبابنا والأعمال". من جانبه أوضح الأستاذ مالك غازي بن طالب مدير عام مكتب اقرأ للاستشارات التعليمية والتربوية بأن الملتقى التربوي لأولياء الأمور يسعى لتعريف الآباء والأمهات بالمستجدات على الساحة التربوية بما يحقق السعادة الأسرية بمفهومها الشامل بإذن الله تعالى، مشيراً إلى أن الملتقى المجاني يسعى لإكساب أفراد الأسرة مهارات جديدة بأسلوب سهل وميسر وفعال وايجابي يخاطب جميع الآباء والأمهات على اختلاف مستوياتهم الثقافية والاجتماعية. وأشار بن طالب إلى أن هذا الملتقى والذي يقام برعاية الشركة السعودية للاقتصاد والتنمية القابضة "سدكو"، وهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية مكتب جدة واتجاهات التميز يأتي امتداداً للملتقى الأول والثاني واللذان عقدا العامين الماضيين وحققا نجاحاً في استعراض العديد من المهارات التربوية اللازمة للآباء والأمهات. جدير بالذكر أن الملتقى التربوي لأولياء الأمور يتناول العديد من المحاور التربوية من أبرزها الشباب والأعمال والتقنية وطب الأسرة وصحة الأطفال والثقافة والإعلام ويتضمن رسائل هامة تخاطب أولياء الأمور من الجنسين.