حذر أكاديمي سعودي من مخاطر الإعلام والإنترنت على الأبناء لاسيما في ضعف القراءة المتقدمة أو ما تُعرف بالقراءة التحليلية التي تحتاج لعمق في الفهم كون لغة الصورة السريعة تدمر هذه المهارة. كما نبه الأكاديمي الأستاذ عبدالرحمن حامد السلمي المحاضر ببرنامج الدراسات التربوية العليا بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة من مخاطر الإعلام والتقنية الحديثة على الأبناء في جانب ذوبان الهوية وضمور الانتماء الوطني والديني والذي يسمى بالعوالم الافتراضية مثل شعب تويتر، وديار الفيس بوك، والسكند لايف. جاء ذلك خلال أمسية قدمها بعنوان "أولادنا والإعلام" ضمن الملتقى التربوي الثالث لأولياء الأمور والذي أقيم تحت شعار "أسرتي مشروع حياتي" ونظمته الأمانة العامة لجمعية مراكز الأحياء بمحافظة جدة بالتعاون مع مكتب اقرأ للاستشارات التعليمية والتربوية والغرفة التجارية الصناعية بجدة. حيث استعرض في البداية أهم إيجابيات الإعلام للطفل عبر توفير كم هائل من المعارف والمعلومات في مختلف المجالات التعليمية والمعرفية والمساهمة في تعلم اللغات الأجنبية إلى جانب إشغال وقت الفراغ وتنمية المهارات والهوايات المختلفة والثروة اللفظية وتقويم اللسان وبناء الاتجاهات الإيجابية والقيم والمثل. ولكنه حذر في نفس الوقت من السلبيات والتي تؤكدها أحد الدراسات التي تشير إلى أن معدل مشاهدة الطفل العربي للتلفاز تصل إلى (21) ساعة أسبوعياً، واستعرض كذلك سلبيات الأنترنت حيث تشير دراسة أخرى إلى أن نصف الأطفال الذين يشاركون في مواقع الدردشة تعرضوا لاتصال من شخص سبق وأن دردشوا معه وأن (1) من كل (5) طلب منه ما يتنافى مع الأدب. وبيّن السلمي بأن من أخطر ما في الإنترنت الألعاب بسبب تعلق الأطفال بها بشكل كبير، مشيراً إلى أن أبرز مشاكلها هو القتل والعنف والقوة السلبية حيث تربط بين بين لذة الفوز ومظاهر العنف والقتل. واستعرض السلمي حلولاً عملية على مستوى المجتمع من أبرزها دعم الإنتاج المناسب لثقافتنا مستعرضاً مقارنة بين اليابان التي أنتجت برامج للأطفال بإجمالي 1144 ساعة مقابل أن الدول العربية مجتمعة انتجت 30 ساعة خلال عام واحد فقط، كما أكد على أيجاد الأندية التربوية الجاذبة ووفرة المرافق الترفيهية العامة. كما أكد السلمي على أهمية إيجاد حلول على مستوى الأسرة ومن أبرزها التوجيه من خلال الحوار المفتوح وتقنين التعرض للإعلام والإنترنت بمشاركة الطفل نفسه وتنويع الخيارات وتوفيرها عبر توفير الكتب والمواد الإلكترونية والأدوات الأخرى بالقدر الكافي، ومساعدة الطفل في رسم خطة الأسبوع الممتع من خلال تحديد أهم المكونات أو أخطرها فقط وترك مساحة حرة تزيد كلما صغر الطفل وتقل كلما كبر، مستعرضاً مكونات الأسبوع الممتع مثل أوقات المذاكرة إذا كان الطفل يدرس وأوقات المشاهدة وأوقات الألعاب الإلكترونية والإنترنت ووقت النزهة الأسبوعية ووقت القراءة وأوقات النادي أو التحفيظ مع ضرورة التوجيه المسبق وإشباع الطفل بأهمية الالتزام بخطة الأسبوع الممتع التي بناها. واختتم حديثه برسالة موجهها للآباء والأمهات: "أطفالك مشروعات أساسية في حياتك ولا بد من النجاح فيها". يذكر بأن هذه الأمسية تعتبر الخامسة والأخيرة ضمن ملتقى "أسرتي مشروع حياتي" حيث استعرض الأستاذ زياد بسام البسام عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة دور الأسرة والمجتمع والإعلام في نشر ثقافة العمل الحر خلال أمسية تربوية قدمها بعنوان "شبابنا والأعمال"، كما قدم الدكتور عدنان مصطفى البار أستاذ نظم المعلومات وعلوم الحاسبات كلية الحاسبات وتقنية المعلومات جامعة الملك عبدالعزيز أمسية بعنوان "أبناؤنا والتقنية"، كما استعرض الدكتور مروان عبدالرحمن باكرمان استشاري طب الأسرة والمجتمع مدير اللجنة الصحية بجمعية البر بجدة بعنوان "طب الأسرة" أهمية ودور طبيب الأسرة والمجتمع، وتناول الأستاذ حسن محمد شاهين التربوي والمتخصص في إعلام الطفل محاور متعددة في أمسية بعنوان "أولادنا والثقافة". من جانبه أوضح الأستاذ مالك غازي بن طالب مدير عام مكتب اقرأ للاستشارات التعليمية والتربوية بأن الملتقى التربوي لأولياء الأمور هدف لتعريف الآباء والأمهات بالمستجدات على الساحة التربوية بما يحقق السعادة الأسرية بمفهومها الشامل بإذن الله تعالى، مشيراً إلى أن الملتقى المجاني هدف لإكساب أفراد الأسرة مهارات جديدة بأسلوب سهل وميسر وفعال وايجابي يخاطب جميع الآباء والأمهات على اختلاف مستوياتهم الثقافية والاجتماعية. وأشار بن طالب إلى أن هذا الملتقى والذي يقام برعاية الشركة السعودية للاقتصاد والتنمية القابضة "سدكو"، وهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية مكتب جدة واتجاهات التميز يأتي امتداداً للملتقى الأول والثاني واللذان عقدا العامين الماضيين وحققا نجاحاً في استعراض العديد من المهارات التربوية اللازمة للآباء والأمهات. جدير بالذكر أن الملتقى التربوي لأولياء الأمور تناول العديد من المحاور التربوية من أبرزها الشباب والأعمال والتقنية وطب الأسرة والثقافة والإعلام وتضمن رسائل هامة لأولياء الأمور من الجنسين.