أدان مجلس الأمن الدولي التصعيد العسكري من جماعة الحوثي ورفضها الإذعان للقرارات الدولية, وهددها بتدابير عقابية إضافية, في حين حذر المبعوث الأممي جمال بن عمر من أن اليمن على شفا حرب أهلية. ففي بيان أصدره مساء أمس إثر جلسة طارئة عقدت بناء على طلب من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي, استنكر مجلس الأمن عدم التزام الحوثيين بالقرارات الدولية السابقة التي دعتهم إلى إخلاء المقرات الحكومية، ودعا كل الأطراف في اليمن إلى الالتزام بالمبادرة الخليجية وآليات تنفيذها. وأكد المجلس استعداده لاتخاذ مزيد من التدابير ضد أي طرف في حال عدم تنفيذ قراراته، مؤكدا دعمه جهود مجلس التعاون الخليجي في عملية الانتقال السياسي، ورحب بالدعوة إلى الحوار في العاصمة السعودية الرياض. كما أكد على شرعية هادي، وأدان الغارات الجوية التي شنها سلاح الجو الخاضع لسلطة الحوثيين على القصر الرئاسي في عدن جنوبي البلاد, والهجمات "الانتحارية" في صنعاء وصعدة. يذكر أن مجلس الأمن فرض العام الماضي عقوبات على اثنين من قادة الحوثيين وعلى الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. وصدر بيان مجلس الأمن في وقت يحشد فيه الحوثيون قواتهم للاستيلاء على المحافظات الجنوبية. وأفاد مراسل الجزيرة في نيويورك رائد فقيه بأن بيان مجلس الأمن كان صريحا في انتقاده الحوثيين, مشيرا إلى أنه يأتي في نفس خط القرارات والبيانات السابقة التي هددت معرقلي العملية السياسية باليمن. وقال إن العمل الدبلوماسي الجاري حاليا يهدف إلى الخروج بقرار دولي في الأيام القادمة, مشيرا إلى أن بعض الدول تسعى لأن يكون للقرار بعض الآليات التنفيذية لدعم الرئيس اليمني لوقف المد الحوثي على الأرض. وتعليقا على البيان, قال القيادي بجماعة الحوثي محمد البخيتي للجزيرة إن جماعته "لا تتلقى تعليمات من الخارج". وأضاف أن بيان مجلس الأمن تطرق للحل السياسي, كما قال إن الباب لا يزال مفتوحا للوفاق بين أطراف الصراع باليمن. حرب أهلية وفي الجلسة الطارئة حذر المبعوث الأممي جمال بن عمر في كلمة له من خلال دائرة تلفزيونية أمام المجلس من أن اليمن على مشارف حرب أهلية، وقال إن الحوار هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة، واصفا الرئيس هادي والحوثيين بأنهما طرفان مهمان في أي حل. وقال بن عمر إن الحوثيين واهمون إن اعتقدوا أن في وسعهم السيطرة على اليمن, وإن هادي واهم إذا ظن أنه يستطيع استعادة ما استولى عليه الحوثيون. بدورها أكدت مندوبة قطر الدائمة في الأممالمتحدة علياء أحمد آل ثاني أن مجلس التعاون الخليجي يرفض إجراءات الحوثيين. ودعت مجلس الأمن إلى اتخاذ إجراءات بموجب الفصل السابع بحق معرقلي تنفيذ القرارات الدولية في اليمن, ومنع وصول السلاح إلى المليشيات. وقد عقد مجلس الأمن جلسته بعد أن سيطرت جماعة الحوثي على أجزاء من مدينة تعز جنوبي البلاد، وحركت مئات الجنود وعشرات الدبابات وناقلات الجنود نحو الضالع وعدن. كما عقدت الجلسة بعد رسالة من هادي لمجلس الأمن تضمنت دعوة منه لتفعيل العقوبات, وإصدار قرار يلزم الحوثيين وحلفاءهم "بوقف عدوانهم" على كل المحافظات، خصوصا عدن، بموجب الفصل السابع. وفي مقابل الرفض الإقليمي والدولي للتصعيد العسكري من قبل الحوثيين ولانقلابهم على مؤسسات الدولة, ظهر زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي في خطاب تلفزيوني جديد متحديا المجتمع الدولي, وتحدث مجددا عن "مؤامرات" ضد اليمن.