- أعلنت الدولة السعودية منذ عهدها الأول على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله الحرب بشدة ضد الفساد والمفسدين «كائناً من كان»، وذلك بالطرق والوسائل كافة، متخذة من خلال الأنظمة والقوانين الحق في معاقبة المخالفين والمفسدين، وترسيخ مبدأ النزاهة منذ اللحظة الأولى. «كائناً من كان» شعار اتخذته الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد وحماية النزاهة مظلة لمحاربة الفساد، وترسيخاً لمبدأ كان أول من طبقه في الدولة منذ نشأتها فعلياً المؤسس الملك عبدالعزيز، إذ تعامل مع أبناء الشعب كافة على مستوى واحد، فجعل من تلك العبارة قانوناً يعم الجميع في تطبيق الشكاوى والمظالم، والتي جاءت نهجاً لمحاربة الفساد في الدولة على مدار 90 عاماً. وبحسب ما ذكرت صحيفة الحياة يقول نائب رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد لحماية النزاهة الدكتور عبدالله العبدالقادر خلال أمسية له في جامعة الملك عبدالعزيز أخيراً، إن مؤسس الدولة السعودية الملك عبدالعزيز رسم الشعار الكبير في إرساء النزاهة، ومحاربة الفساد بشتى أنواعه، وذلك من خلال عبارته الشهيرة «كائناً من كان» التي وضعها على صندوق الشكاوى الخاص به شخصياً. ويشير العبدالقادر إلى أن إرساء العدل وحماية النزاهة كان ديدناً رسم الطريق للملك عبدالعزيز عند إرساء قواعد الدولة، والذي حرص على أن يكون الشعب وموظفو الدولة «كأسنان المشط»، مبيناً أن تطبيق تلك السياسة يكفل حقوق المواطنين والمقيمين على حد سواء، ويرسخ ثقافة رفع الشكوى الصريحة إلى مقام الملك ضد كل من يخالف الأنظمة، ويمارس الظلم على الآخرين. ويضيف: «تحتفظ الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ولحماية النزاهة على الوثيقة الأولى لإعلان الدولة السعودية عند نشأتها الحرب على الفساد، والتي تعود للملك عبدالعزيز طيب الله ثراه في العام 1347ه الموافق 1928، أي قبل 90 عاماً يؤكد أن من كان له مظلمة أو شكاية على كائن من كان، فإن عليه أن يضعها في صندوق الشكايه الذي يكون مفتاحه مع الملك مباشرة». ولم يقتصر دور المؤسس على تعهده بمعاقبة المخالفين ومحاربة الفساد فقط، وإنما تعهّد أيضاً بحماية صاحب الشكوى وأخذ الحق له من الظالم، إذ يؤكد من خلال الوثيقة: « من كان له ظلامة على كائن من كان موظفاً أو غيره كبيراً أو صغيراً، ثم يخفي ظلامته فإنما إثمه على نفسه، وأن من كان له شكاية - فقد وضع على باب دار الحكومة صندوق للشكايات مفتاحه لدى جلالة الملك - فليضع صاحب الشكاية شكايته في ذلك الصندوق وليثق الجميع أنه لا يمكن أن يلحق المشتكي أي أذى، بسبب شكايته المحقة من أي موظف كان». واختتم الملك وثيقته التي تعهد أمام الشعب بمحاربة الفساد وإرساء الحق، بالتشديد على أن باب العدل مفتوح، «وليعلم الناس كافة أن باب العدل مفتوح للجميع على السواء والناس كلهم كبيرهم وصغيرهم أمامه واحد ليبلغ الحق مستقره والسلام».