نشرت وكالة الأنباء السعودية (واس)، صوراً تذكارية مصحوبة بانطباعات وذكريات لمواطنين أمريكيين عاشوا في السعودية قبل نحو 70 عاماً. وجمع مايكل كروكر رئيس جمعية أبناء العاملين في شركة (أرامكو) بالولايات المتحدةالأمريكية، هذه الانطباعات في مجلد نشرته دارة الملك عبدالعزيز تحت عنوان (أصدقاء وذكريات.. انطباعات وذكريات أمريكية عن الحياة والعمل في المملكة خلال الفترة من 1938م إلى 1998م)، وهي انطباعات وصور لأبناء موظفين أمريكيين ولدوا وترعرعوا في المنطقة الشرقية قبل أكثر من 70 عامًا. وعبر كروكر الذي ولد في الظهران سنة 1956م وعاش فيها حتى عام 1977م، عن حزنه لفراق المملكة، وقال في رسالته: "حينما عبرت الشمس سماء الخليج شعرت بحزن دفين في داخلي؛ لأني أدركت أن هذه هي المرة الأخيرة التي أجلس فيها فوق هذا الكثيب، بهذا الدفق من المشاعر والرؤى، عن كل سني عمري هنا في هذا البلد البديع وطني "السعودية العربية"، وسرح خيالي بعيداً حينما طفقت أفكر في الناس الذين شببت على حبهم". ولكاترين ويليامز قصة أخرى عاشتها خلال فترة وجودها مع أسرتها في المملكة بين عامي 1950م و1956م، وعن ذلك تقول: "شاهدت الملك عبدالعزيز وعمري آنذاك 11 سنة أثناء زيارته للظهران، وكان يجلس في فناء مرصوف أعد لاستقباله، مرتديا الملابس العربية التقليدية (الشماغ الأحمر والعباءة البنية)، وكان حضوره مهيبا، وعالي الطلعة في منظره". أما برايان بلاتك الذي عاش في المملكة خلال الفترة من 1944م إلى 1976م، فقد قال: "أثناء زيارة الملك عبدالعزيز للظهران عام 1947م، التقى مسؤولي أرامكو، وظهر فجأة طفلان أمريكيان يطلقان بلعبة مُسدسات فُرقعات صوتية، فأوقفهما حرس الملك نتيجة تصرفهما، واعتذر مسؤولو أرامكو عن فعلهما وحاولوا تعنيف الطفلين، إلا أن الملك عبدالعزيز رفض ذلك، وعندما أخذ فترة وجيزة للراحة، استقبل الطفلين، وتحدث إليهما مداعبًا إياهما بروح الأبوة، ومنح كل واحد منهما مبلغ من المال، ليذهبا إلى متجر التموين ويشتريا الحلوى وسكر النبات". من جانبها أكدت كارول هوج التي عاشت في المملكة بين عامي 1946م و1955م: "لا زلت أشعر بالحنين للمملكة وأفتقدها. أتذكر صوت الملك عبدالعزيز في أحد اللقاءات التي عقدها في الظهران، كان صوته مليئا بالحزم والسلطة، وكلمته نافذة".