في أُمسيةٍ ثقافيةٍ إعلاميةٍ ماتعةٍ نظمت ( اثنينية تنومة الثقافية ) ثاني لقاءاتها في موسم صيف هذا العام مساء يوم الاثنين الماضي، وقد تم اللقاء في استراحة البلدية على طريق الأربوعة ، وكان عنوانه ( المركز الإعلامي في النماص .. مسيرةٌ وإنجاز ) . بدأ اللقاء بافتتاحيةٍ ترحيبيةٍ للمشرف على اثنينية تنومة الثقافية الدكتور / صالح أبو عرّاد رحب فيها بالضيوف والحضور ، وأوضح أن اللقاء يهدف إلى تسليط الضوء على تجربة المركز الإعلامي الرائعة والمتميزة في مدينة النماص ، ودراسة إمكانية إيجاد مركزٍ إعلاميٍ مماثل في تُنومة كأحد المطالب الحضارية المعاصرة التي لا غني عنها لدعم المسيرة التنموية في هذا الجزء الغالي من بلادنا ، ثم قدّم سعادة العقيد المتقاعد / محمد بن فرّاج بن سامرة مشاركةً شعريةً نالت الإعجاب . تلا ذلك تقديم ضيوف اللقاء ، وهم : سعادة مدير المركز الإعلامي بالنماص الأستاذ / عبد الله بن محمد بن فايز العسبلي ، والأستاذ / عبد الله بن محمد بن صالح الكلثمي ( أمين المركز ) ، والأستاذ / صقر بن عبد الله العمري ( المستشار الإعلامي ) ، والأستاذ / علي بن محمد الطويل ( المستشار الإعلامي ) ، والأساتذة / خالد بن فرّاج العسبلي ، و ظافر بلقاسم البكري ، و أحمد بن عبد الله الخشرمي ، وعوض بن ظافر آل الشيخ ، وغرم بن عبد الرحمن المقر ، وحسن بن عامر بن محمد ( أعضاء المركز ) . جاءت البداية مع مدير المركز الأستاذ / عبد الله العسبلي الذي قال : إن بداية فكرة المركز كانت عام 1430ه لغرض توثيق تاريخ وتراث المنطقة ، ولاسيما أن هناك تفريطًا ملحوظًا في هذا الشأن ، وكان لا بُد من تداركه قدر الإمكان ، مشيرًا إلى أن أول الاجتماعات الخاصة بهذا الشأن كانت عن طريق المجلس البلدي في النماص ثم تولت بلدية النماص توفير المقر اللازم للمركز . وأكد سعادته أن المركز الإعلامي يحتاج إلى نوعين من الدعم هما : ( المادي والمعنوي ) ، كما أنه يحتاج إلى الطاقات الشابة والاستعدادات التطوعية في المجالات الخدمية . وقد حيَّا فكرة إيجاد مركز إعلامي في تنومة ورحب بها واعدًا بمد يد العون والمساعدة في هذا الشأن ، وتقدّم بالشكر الخاص لصاحب موقع تنومة والمشرف العام عليه الأستاذ / عبد الله غرمان مثمنًا تعاونه المستمر والإيجابي مع المركز . بعد ذلك تحدث المستشار الإعلامي في المركز الأستاذ / علي بن محمد الطويل شاكرًا الاثنينية على إتاحة الفرصة لعرض تجربة المركز ومراحلها ، ثم قدّم عرضًا مرئيًا اشتمل على فكرةٍ موجزةٍ عن مسيرة المركز التي تضمنت لمحاتٍ تقريرية عن البدايات والاجتماعات التي تم خلالها دراسة الفكرة ، وتشكيل هيكل المركز ، ومناقشة خططه وآليات العمل فيه بما في ذلك رؤية المركز ورسالته ، والأهداف المرجوة منه كالتوثيق وإصدار المطبوعات ، والمناشط الإعلامية ، وإعداد المعارض ، واستقطاب الموهوبين والمثقفين والمؤرخين والأُدباء ، وتشكيل فريق إعلامي ، والعناية بأرشفة جميع المناسبات الإعلامية والثقافية . وأوضح الطويل أن تحقيق تلك الأهداف والمهام يمكن أن يتم من خلال العناية بعددٍ من المحاور التي منها : زيادة أعضاء فريق العمل بالمركز في مختلف الإدارات والمرافق والمؤسسات ، واستقطاب الراغبين في التعاون مع المركز ، والدعم العيني بتجهيز الموقع وتوفير الأثاث المكتبي ، والدعم المادي من قبل الجهات الرسمية والمشائخ والأعيان ورجال الأعمال والأعضاء . كما أشار / الطويل إلى أن افتتاح المركز كان في شهر رجب من عام 1430ه ، وأن من إصداراته مطويةٌ تعريفيةٌ بالمركز ، و( مجلة النماص ) المتوقع توزيعها بعد شهر رمضان بإذن الله تعالى ، كما أن من أبرز إنجازات المركز تغطية الفعاليات في المحافظة واعتماد المركز كمرجعية رسميةٍ ، وتدشين الموقع الإلكتروني الخاص بالمركز . أما الخطط المستقبلية فتتمثل في الاعتناء بإنشاء المتاحف العامة والخاصة ، والمحافظة على الأماكن الأثرية ، وتطوير الخدمات الإعلامية ، والتعاون مع الجهات الرسمية والمرافق الحكومية ونحوها من المؤسسات الاجتماعية الأخرى . وفي ختام عرضه استعرض / الطويل عددًا من أسماء كبار الزوار للمركز منذ إنشائه . بعد ذلك قام الأستاذ / محمد حُصان بتوزيع مجموعةٍ من الكتب التي تفضل بإهدائها للاثنينية سعادة الأستاذ الدكتور / غيثان بن جريس ، وقد شملت الضيوف والحضور ، إضافةً إلى التقرير الختامي لمكتب التربية والتعليم في تنومة للعام الدراسي ( 1431ه - 1432ه ) وعنوانه ( هؤلاء أبناؤنا ) . ثم فُتح باب النقاش والمداخلات والتساؤلات للحضور ، وكانت البداية للشيخ علي بن فرّاج الذي تساءل قائلاً : هل يتبع المركز لوزارة الثقافة والإعلام ؟ وكانت الإجابة من رئيس المركز بأن المركز تطوعي ويتبع لإمارة منطقة عسير ، وأن هناك نيةٌ لأن يكون رسميًا وتابعًا لوزارة الثقافة والإعلام في المستقبل إن شاء الله . وكانت المداخلة الثانية للعميد صالح بن حمدان الذي أثنى على الفكرة ، وحيّا جهود المركز والعاملين فيه ، مؤكدًا على أهمية الدور الإعلامي في كل زمانٍ ومكان ، ومبديًا رغبة أبناء تنومة في مد جسور التعاون مع المركز تمهيدًا لإيجاد مركز إعلامي في تنومة . جاءت بعد ذلك مداخلة العميد محمد بن فرّاج الذي حيّا فكرة المركز في النماص ووصفها بالرائدة والانفرادية ، مشيرًا إلى أهمية التوثيق لتاريخ وثقافة المنطقة ، ومبديًا أسفه لغفلة أبناء المنطقة عن ذلك في الفترة الماضية اللهم إلا من بعض الجهود الفردية التي قام بها بعض أبناء المنطقة . تلا ذلك مداخلةٌ للأستاذ / علي الطويل قال فيها : جئنا إلى هنا نمد الأيدي للتعاون ، ونرحب بمد الجسور مع الجميع ، كما أننا نحرص على التواصل الإيجابي ، وما قبولنا لهذه الدعوة من الاثنينية إلا لرغبتنا في الإفادة والاستفادة وخدمة المنطقة ثقافيًا وإعلاميًا . تحدث بعد ذلك الدكتور / ظافر آل حمّاد مُلمحًا إلى التأصيل الشرعي لرسالة الإعلام ودورها الدعوي ، وموصيًا الإعلاميين بضرورة تحري المصداقية وأداء الأمانة الإعلامية ، والبُعد عن الإثارة المفتعلة وغير المنضبطة . كما أشار المهندس / ماجد بن محمد فايز إلى أن لدينا في المنطقة من الإرث الثقافي ما يُمكن أن يُستثمر سياحيًا ، وأن على المركز أن يسعى إلى ذلك من خلال خطط مستقبلية للاستثمار الإعلامي . وقد أجاب رئيس المركز بأن ذلك الاستثمار ضمن الخطط المستقبلية ، وأن البداية ستكون من خلال قناة ( شموس ) التلفزيونية التي تخصصت في خدمة تُراث المنطقة . وجاء دور الدكتور / محمد سليمان ليثير بعض التساؤلات التي أجاب عنها رئيس المركز . ثم تحدّث رجل الأعمال الأستاذ / محمد بن سليمان الذي شكر الضيوف على عملهم التطوعي وعلى مشاركتهم الرائعة متمنيًا وجود مندوب إعلامي للمركز في كلٍ من تنومة وبني عمر لما في ذلك من توحيد الجهود وتكاملها . كما علّق الأستاذ / زهير بن عبد الله قائلاً : مع أن عملكم تطوعيًا إلاّ أنكم اخترتم هذا الميدان ، وعليكم قبول مواجهة التحديات فيه ، واقترح أن تكون هناك خططًا استراتيجية لعمل المركز ، وتسويق ذلك عالميًا باحترافيةٍ عالية . واقترح العميد / فايز أبو زنده أن يكون هناك تعاونًا وتنسيقًا بين المركز والمسؤولين من أبناء المنطقة في المجال الإعلامي على مستوى الوطن . وفي ختام اللقاء اتفق الحضور من أبناء تنومة على ضرورة التقدم لسعادة رئيس مركز تنومة بطلب إيجاد مركز إعلامي في تنومة ، مع إعداد خطة المشروع كاملةً لاستكمال الإجراءات اللازمة لذلك الشأن .