- من داخل أروقة المحكمة العامة يردد بعض المراجعين قصصا وحكايات في دعاوى مختلفة ومنها قضايا العقوق والإساءة في حق الآباء والأمهات حيث انتشرت وتعددت أشكاله وألوانه ليدل على تشوهات خطيرة في سلوكيات البعض. في البداية شكا نوح ف. من تصرفات ابنه العاق مع والدته حيث قال: أنا رجل طاعن في السن وابني تجاوز عمره 25 عاما ولديه انفصام في شخصيته ومتعاطي للمخدرات وله عدة سوابق مسجلة لدى الجهات الأمنية، وقد تهجم على والدته أكثر من مرة باليد واللفظ وعدم طاعتها وتجاهلها، فضلا على عدم احترامه لها حتى نفذ صبرنا عليه حيث نعيش في حياة غير طبيعية معه داخل المنزل، حتى إخوته يعانون كثيرا من تصرفاته وسلوكياته ومن أجل ذلك تقدمت إلى المحكمة العامة بشكوى ضد ابني لكي تتولى موضوعه وحتى يتم إيقافه وسجنه بتهمة العقوق. أما السيدة خديجة حسين فذكرت بحسب صحيفة "المدينة" أنها جاءت إلى المحكمة العامة برفقة إحدى بناتها مدعية أن ابنها يشتمها بألفاظ غير لائقة ويرفع صوته عليها دائما، وقالت: توفي زوجي قبل 7 سنوات ولدي ابن عمره 32 عاما بالإضافة إلى خمسة بنات، ومنذ ذلك اليوم استغل ابني فراغ المنزل من والده المتوفى وأصبح يتصرف معنا وكأنه عدو، وقد توسلت بكل الأصدقاء والأقرباء من أجل تعديل سلوكه وتفهيمه بخطورة الوضع، إلا أنني وصلت إلى طريق مسدود مع ابني العاق، وباءت كل المحاولات بالفشل. وأضافت: بعد كل تلك المحاولات غادر ابني العاق المنزل واختفى عن الأنظار واستمر غيابه منذ ما يقارب سنتين ولم يأتِ لزيارتي ولا يوم ولم يسأل عن أخواته الخمسة، وقبل شهر جاءنا إلا أنه واجهنا بمواقف غير لائقة ولم يتغير شيئا من سلوكه وتصرفاته السلبية وما زال مقصرا في واجباته العائلية ولهذه الأسباب جئت إلى المحكمة أطلب بمحاكمته بتهمة العقوق وآملا بتشديد العقوبات بحقه. وقد تحدث غازي جلال قائلا: تقدمت إلى قاضي المحكمة العامة بمكة المكرمة لكي أعلن أمامه عن تنازلي عن ابني الوحيد، بعد أن طلبت مني والدته ذلك بسبب سوء معاملته معنا والخروج عن طاعتنا. وأضاف: ابني متزوج ولديه ثلاثة أبناء، وكان دائما يحرض أبناءه على تعنيفنا وتوبيخنا وكانت زوجته تؤذينا بتصرفات غريبة، وعندما نطلب منه إيصالنا بسيارته إلى المستشفى يرد بأبشع الألفاظ مما يجعلنا نضطر إلى ركوب سيارة الأجرة ونتكبد معاناة المشاوير وارتفاع أسعارها، مطالبا المحكمة الشرعية بقبول الدعوة دون حاجة إلى تأخيرها أو تأجيلها وعدم التساهل فيها.