- محمد طامي // تمحورت الجلسة الرابعة لملتقى حوكمة الشركات العائلية 2014 والتي عقدت صباح أمس (الأحد) حول "التوجه للشركات المساهمة.. الحل أم المشكلة" برئاسة الأستاذ طلعت زكي حافظ أمين عام لجنة الإعلام والتوعية المصرفية في البنوك السعودية. خلال الجلسة كشف الأستاذ صالح حسين حسين المستشار الدولي في الحوكمة من البحرين بأن الشركات العائلية على مستوى العالم تمثل أكثر من 80% من مجمل الشركات، مبيناً بأنها تساهم بنسبة مماثلة في النشاط التجاري لأي بلد. وبين حسين بأن نظر الشركات للتحول يعود عليها بمنافع كبيرة وعلى الإقتصاد الوطني كذلك ويحسن من أداءها ونتائجها المالية لاسيما أن وضع معظم الشركات العائلية حاليا قد لا يساعدها على التطوير والتوسع في المستقبل متوسط أو طويل الأجل لاسباب عديدة منها عدم قدرتها على الفصل بين الملكية والإدارة وضعف التخطيط الإستراتيجي طويل الأجل ومشاكل متعلقة بتخطيط الخلافة بين أفراد العائلة. كما نوه حسين بأن شغر معظم المناصب العليا في الشركات من قبل أفراد العائلة، قد يحرمها هذا من الإستفادة من مهارات وكفاءات خارجية يمكن ان تساهم في تقدم الشركات، في الوقت الذي تجد فيه بعض الشركات العائلية بعض الصعوبات في تطبيق الحوكمة وأنظمة الرقابة على عملياتها إما لضعف الكوادر فيها أو عدم الإيمان بأهميتها أو لإرتفاع كلفة التطبيق. ونبه حسين إلى ضرورة التحول إلى شركة مساهمة الأمر الذي يساعد في حل معظم المشاكل ويعطى الشركة القدرة على المنافسة من خلال تنظيم عملياتها وتطويرها ورسم السياسات والإستراتيجيات طويلة الأمد والإستفادة من الكوادر المدربة التي تستطيع إدخال متطلبات الحوكمة والرقابة وإدارة المخاطر، مبيناً بأن ليس محصورا على الشركة العائلية ولكن تمتد أثاره على البلد ككل وتزيد من أمكانية انتعاش اسواق المال ودخول مساهمين جدد وحتى مستثمرين دوليين يهمهم جدأ أن تكون أمور الحوكمة مطبقة لحماية أستثماراتهم. ثم بدأ الأستاذ عبدالعزيز ناصر السريع رئيس مجلس إدارة شركة عبدالعزيز السريع الاستثمارية حديثه بالتأكيد بأن التحول من شركة عائلية إلى شركة مساهمة يؤثر تأثيراً إيجابياً على الإقتصاد القومي، منبهاً بأن هذا التحول قد يؤدي قبل إكتماله إلى بعض المشاكل بين أفراد العائلة وأصحاب المصالح مما يصعّب هذا العمل ويكون في كثير من الأوقات شبه مستحيل في ظل عدم وجود تفاهم ووضوح فبالتالي يكون مصير هذا التوجه هو الفشل وهذا يسبب أضراراً على الإقتصاد. أهمية تشجيع المبادرات بين أفراد العائلة و جعله شيء مرغوب فيه يكمن في تبني أفراد العائلة الجرأة و الرؤية المستقبلية التي بدورها تضمن الإستمرارية والنمو بشكل أكبر لشركتهم عن طريق وضع أسس مدروسة لحوكمة تلك الشركة و الإرتقاء بها إلى مستوى مؤسساتي أعلى. وأكد السريع على ضرورة أن يكون مجلس الشركة العائلية مقتنعًا بأن تطبيق ممارسات حوكمة الشركات تستحق الجهد المبذول، سواء كانت المعايير إلزامية أو تطوعية، كاشفاً بأن الدراسات تشير إلى أن الشركات العائلية تمثل في دول العالم النامي ما نسبته 90% ، و أن 30% فقط من تلك الأعمال تستمر حتى الجيل الثاني، وأن 12% تستمر حتى الجيل الثالث، ولكن الرقم الأغرب هو أنه 3% فقط من تلك الشركات تنتقل بنجاح إلى الجيل الرابع وما بعده، مشيراً إلى أن أهم أسباب الفشل الرئيسية هي عدم التخطيط الصحيح لحوكمة الشركة وعدم إتخاذ المبادرات و تبنّيها التي بدورها تؤدي إلى مرحلة الإنتقال إلى الشركة المساهمة. ثم تناول الأستاذ أنيس أحمد مؤمنه الرئيس التنفيذي لمجموعة سدكو القابضة أهمية اعتماد الهيكلية الصحيحة للحوكمة، والذي يسمح لوصول الشركة إلى مستوى عال من النجاح وذلك لعدة عوامل, منها المحافظة على الموظفين واستقطاب أفضل المهارات وتطوير عملية الاستثمار في الشركات العائلية. وأبرز مؤمنه مخاطر النزاعات العائلية التي تتزايد مع نمو الشركة والتي غالباً ما تصبح حافزاً لمشكلات أكبر قد تهدد إستمرارية الشركة التخطيط للخلافة، مبيناً بأن العديد من الشركات العائلية في المملكة العربية السعودية ما تزال تفتقر لوجود آليات عمل واضحة وأن هناك أيضاً مسألة الخصوصية التي تتصف بها الشركات العائلية، فقد تسمح عضوية مجلس الإدارة للغرباء بالإطلاع على بعض المعلومات الحساسة والشخصية للعائلة، والتي يصعب التصريح بها من قبل أفراد العائلة وأكد مؤمنه على أهمية أن يكون الهدف الأساسي لأي شركة عائلية ترغب في اعتماد أفضل الممارسات في مجال الحوكمة المؤسسية هو فصل العائلة عن المصالح التجارية للشركة، مع ضرورة تعيين أعضاء مجلس الإدارة على أساس مهاراتهم الفردية وقدرتهم على العمل معاً من أجل مصلحة الشركة ككل.