في تقرير حول فيروس "كورونا" إن الخطر الأكبر من أن يتحول الفيروس إلى وباء عالمي سيكون عبر العاملين في قطاع الرعاية الصحية أنفسهم ممن يجوبون العالم. وأضاف التقرير بأنه يتم توظيف الأطباء والممرضين من شتى أنحاء العالم من مانيلا بالفلبين شرقاً حتى هيوستن بالولاياتالمتحدة غرباً في وظائف مغرية بالسعودية حيث تم رصد فيروس "كورونا" للمرة الأولى عام 2012. وقال خبراء في هذا المرض إنه بسبب زيادة وتيرة توظيف هؤلاء الأطباء والممرضين الأجانب في السعودية في السنوات القليلة الماضية فإن فرصاً كبيرة بأن ينتقل فيروس "كورونا" عبر هؤلاء الموظفين عندما يعودون إلى بلادهم. ووفقاً لأقوال ممرضين وأطباء وشركات توظيف، أجرت "رويترز" مقابلات معهم، فإن قليلاً من العاملين في قطاع الرعاية الصحية، سواء الموجودون في السعودية حالياً أو الذين يخططون للسفر إلى السعودية، يعيدون التفكير بشأن العمل هناك، على الرغم من كل هذه المخاطر. وستتوجه "ميشيل تاترو" (28 عاماً) إلى السعودية الأسبوع المقبل؛ إذ ستعمل ممرضة في قسم جراحة القلب المفتوح، في حين أرسلت أسرتها مقالات عن مرض "كورونا"، لكنها على الرغم من ذلك لا تشعر بالقلق، مشيرة إلى أنها مسرورة بالحصول على هذا العمل، وأن السفر حالياً هو شغفها الأول. وقال الخبير في الأمراض المعدية الدكتور مايكل أوسترهولم، من جامعة مينيسوتا الأمريكية: "لا يوجد الكثير الذي يمكن أن تفعله الهيئات الصحية العامة أو موظفو الحدود، بالطبع يمكنهم أن يسألوا الناس: هل عملتم في أي مرفق صحي في السعودية؟ لكن إذا كان الجواب ب(نعم) فماذا ستكون الخطوة التالية؟". ويقول المدير العام لشركة إس إيه إنترنشونال للتوظيف في هيوستن بولاية تكساس الأمريكية، سليمان عربي، ل"رويترز": إن عدد العاملين الأجانب في السعودية ارتفع خلال السنوات القليلة الماضية. موضحاً أن الآلاف يعملون في الوقت الحالي هناك. ووفقاً لتقديرات شركات التوظيف والأشخاص الذين يعملون في مستشفيات بالسعودية، فإن نحو 15 في المائة من الأطباء العاملين في السعودية أمريكيون أو أوروبيون، وإن نحو 40 في المئة من الممرضات من الفلبين أو ماليزيا، ويتم توظيف أغلبية الطواقم الطبية المدربة في الولاياتالمتحدةالأمريكية وفق عقود تتراوح مدتها بين عام أو عامين؛ الأمر الذي يؤدي إلى عملية تنقل واسعة مع تناوب العاملين على الدخول والخروج من المنشآت الصحية السعودية. ولم يعبر أي من المرشحين المحتملين للوظائف في السعودية في شركة "عربي" عن أي قلق بخصوص فيروس "كورونا"، في حين أن واحداً من بين مئات المتخصصين الذين وظفتهم شركة "هيلين زيجلر" وشركاؤها لتأمين الأطقم الطبية، التي تتخذ من مدينة تورونتو الكندية مقراً لها، قرر العودة إلى الولاياتالمتحدة بسبب "كورونا"، وقررت واحدة عدم قبول وظيفة عرضت عليها في جدة. وقال مدير إدارة التوظيف في الخارج في الفلبين "هانز ليو كاكداك" إن وكالات التوظيف في مانيلا استمرت في إرسال الممرضات إلى السعودية منذ ظهور فيروس "كورنا"، فيما قالت وزيرة العمل والتوظيف "روزاليندا بالدوز" الأسبوع الماضي إن الحكومة تنصح بفحص العاملين العائدين إلى البلاد لمعرفة ما إذا كانوا قد أصيبوا بالفيروس.وفقا ل وكالة الأنباء "رويترز"