- كشف الكاتب الصحفي محمد الأحيدب، تفاصيل وحقيقة الواقعة التي نشرت عنها وسائل الإعلام بأن "عضو هيئة شجّ رأس فتاة"، ونُقل على إثرها من مقر إقامته بمكة إلى الجوف. وفي مقاله الذي نُشر بصحيفة "عكاظ"، وعنونه ب""لماذا مخش عضو الهيئة رأسها"، قال "الأحيدب": "كل من كتبوا عن عضو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المعاقب بالنقل من مقر إقامته في مكة إلى الجوف بسبب تسببه في جرح بسيط برأس فتاة آسيوية، طاروا في العجة وانتقدوه بأقسى النقد، وطالبوا بمعاقبته وهو معاقب، واستهدفوا الجهاز الذي يعمل به (وهو الهدف الحقيقي)، وقالوا إن الفتاة (المخالفة) مواطنة وهي أجنبية!!". وأضاف: "كل هذا دون أن يكلف أحدهم نفسه بطرح سؤال هام لاستكمال أطراف القضية صحفيا، وهو: ماذا فعلت الفتاة ليقوم بمناولتها حقيبتها بطريقة جرحت رأسها جرحا بسيطا لم يستلزم غير غرزة واحدة نقلته أكثر من ألف كيلومتر في مقياس (غرز) النقل والمواصلات.. وحتى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم تكلف نفسها بتوضيح ما فعلته الفتاة، مع أن هذا من حق العضو المنقول، ومن مصلحة سمعة الهيئة، فثمة فرق بين مسببات الفعل وردة الفعل". وأضاف، أن "الجانب المتعلق بالجرح السطحي ومبالغة من ضخموه وجعلوا من الأجنبية مواطنة وضحته لكم في مقال يوم الأحد الماضي 4 مايوا 2014م، وأتيتكم اليوم بالخبر اليقين ومن مصدر محايد موثوق عن تفاصيل ما حدث، فلا صحة لأن الفتاة كانت تتنزه مع عائلتها في الحديقة وطلب منها العضو المغادرة أو أن والدها اشتكى!!". وكشف الأحيدب من مصدره حقيقة الواقعة، قائلاً: "فما حدث أن مجموعة فتيات آسيويات (تحديدا أفغانيات) كن (يتمرجحن) وحولهن مجموعة من الشباب يتفرجون على تطاير ملابسهن ويغازلونهن، وعند وصول دورية الهيئة هرب الشباب وتسترت الفتيات وغادرن (المراجيح)، وبقيت شنطة إحداهن على مقعد (المرجيحة)، فأخذها عضو الهيئة ونبه الفتيات للشنطة، فعادت تلك الفتاة لأن الشنطة المنسية تخصها، فرمى بالشنطة اليدوية الصغيرة للفتاة، فأمسكت بطرف السلسة وارتطم جسم الشنطة برأسها فجرحه". ولفت أن "الفتاة لم ترغب ولا أحد أقربائها بالشكوى للشرطة أو تصعيد الأمر، بل إن أحد المراسلين صعد الأمر ونشر الخبر في صحف إلكترونية على أنه شج رأس فتاة تتنزه في حديقة عامة، فحققت الهيئة في الأمر، وحضر والد الفتاة وأبدى تنازله التام عن العضو، وأن ما حصل لا يستحق رفع دعوى (بدليل عدم وجود دعوى الآن)، لكن هيئة الأمر بالمعروف، وحسب نظامها الداخلي، ولأن العضو لم يبلغها مسبقا عن الواقعة، قررت معاقبته بالنقل من مكة إلى الجوف، وهذا من صلاحيات الرئيس الذي نرجوه أن يعيد النظر في مقارنة العقوبة بالمخالفة، فلو نقل كل فرد في دورية مرور أو شرطة أو بلدية؛ لأنه نسي رصد تقرير حادثة عابرة منتهية، فإن الأفراد سيكونون كل يوم في ديرة، وفي حل وترحال دائم ومربك، وفق الله الرئيس لما يحبه ويرضاه".