في وقت كثفت السلطات المصرية استعداداتها قبل إعلان الخريطة الزمنية للانتخابات الرئاسية المتوقع انطلاق إجراءاتها الشهر المقبل، أفيد بأن المرشح الرئاسي المحتمل حمدين صباحي يتجه إلى الطعن بعدم دستورية النص على تحصين قرارات اللجنة المشرفة على الاستحقاق في قانون تنظيم الانتخابات الذي أصدرته الرئاسة السبت الماضي. وعقدت لجنة الانتخابات الرئاسية اجتماعاً أمس مع وزير التنمية الإدارية والمحلية عادل لبيب لإنهاء «الإعداد للانتخابات وآليات التواصل بين اللجنة والوزارة في شأن الأدوات والتجهيزات والمعدات اللازمة لإجراء العملية الانتخابية»، قبل أن تعقد اجتماعاً اليوم لإعداد اللائحة التنفيذية لقانون الانتخابات والقرارات التنظيمية الخاصة بعمل اللجنة خلال الفترة المقبلة. وكانت الحملة الداعمة لمؤسس «التيار الشعبي» حمدين صباحي أعلنت أنه يراجع موقفه من المشاركة في الاستحقاق الرئاسي. غير أن صباحي استأنف أمس لقاءاته مع الأحزاب السياسية، داعياً إياها إلى «موقف موحد في مواجهة تضمين قانون تنظيم الانتخابات الرئاسية تحصيناً لقرارات اللجنة التي ستشرف على الاستحقاق». وقال القيادي البارز في «التيار الشعبي» أمين إسكندر ل «الحياة» إن صباحي عقد مساء أول من أمس «اجتماعاً مع مجموعة من القانونيين لمناقشة الوضع والإجراءات التي يمكن اتخاذها، ومن بينها الطعن بعدم الدستورية على القانون»، موضحاً أن «هناك اتجاهاً بين مؤيدي صباحي يتحدث عن ضرورة الانسحاب من المعركة، لكن هناك اتجاهاً آخر أكبر مع الاستمرار والدخول في معركة قضائية للطعن على هذا القانون». وأضاف: «هناك انزعاج كبير من التحصين، ومجلس أمناء التيار الشعبي سيجتمع خلال الأيام القليلة المقبلة لحسم خيارنا». ورفض إسكندر تبرير الرئاسة تحصين قرارات اللجنة ب «البحث عن الاستقرار»، مشيراً إلى أن «هذا لا يحدث استقراراً، بل على العكس يزيد الشكوك وبالتالي ستزداد الطعون». ودعا صباحي خلال مؤتمر صحافي عقده عقب لقائه قيادات حزب «المصريين الأحرار» كل أطراف «جبهة الإنقاذ الوطني» إلى «موقف موحد» حيال تحصين لجنة الرئاسيات الذي اعتبره «يمثل انتهاكاً للدستور الجديد وخطراً على نزاهة العملية الانتخابية». ورأى أن «تحصين لجنة الانتخابات لا يعني تحصن الرئيس المقبل. إذا أصروا على استمرار تلك المادة، فمن الممكن أن يصدر في وقت لاحق حكم بعدم دستورية القانون الذي أجريت بمقتضاه الانتخابات، ومن ثم بطلان انتخاب الرئيس الجديد». وشدّد على أن «شركاء الثورة مسؤولون أمام الشعب عن بناء الدولة التي تعبر عن الثورة، والاستحقاقات المقبلة (الرئاسة والبرلمان والمحليات) مترابطة، وهناك مسؤولية عن وصول الثورة إلى المؤسسات عبر انتخابات ديموقراطية». ورأى أن دخول هذه الانتخابات «ضرورة حتى تنتقل الثورة من الشارع إلى قلب الدولة، الدولة المصرية في حاجة إلى التطوير والتغيير وتبني أهداف الثورة. دخولي الانتخابات أداء وواجب وطني، وهو لا يكتمل إلا بدخولنا معاً البرلمان والمحليات». ويجتمع صباحي الأحد المقبل بقيادات حزب «الوفد» لعرض رؤياه وملامح برنامجه الانتخابي، وفقاً لما أعلن رئيس الحزب السيد البدوي الذي أكد أن «الوفد يرحب بأي مرشح للاستماع إلى وجهة نظره ولن يغلق بابه بوجه أي مرشح يطلب لقاءه، وفي النهاية فإن مؤسسات الحزب هي التي ستقرر المرشح الذي سيدعمه الحزب، لأن قرارات الحزب تصدر في شكل مؤسسي وليست فردية». وقال: «لا بد من أن نستكمل عقب الانتخابات الرئاسية الاستحقاق البرلماني في المسيرة التي ترتكز إلى التعددية الحزبية واحترام القانون وتداول السلطة، ومن دونها تكون ديموقراطية مشوهة». وشدد على أن المضي في الاستحقاق النيابي «يمنع أي شخص من الانفراد بصناعة أي قرار». إلى ذلك، شدّد وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسي أمس على «استمرار جهود القوات المسلحة والشرطة في تجفيف منابع الإرهاب والتصدي لأعداء الوطن». وقال خلال حضوره ندوة أمس لمناسبة الاحتفال ب «يوم الشهيد» إن «هذا اليوم يعد تكريماً للمبادئ السامية والقيم النبيلة التي ترتكز عليها العسكرية المصرية، ويتواكب هذا العام مع جهود القوات المسلحة والشرطة في تجفيف منابع الإرهاب والتصدي لأعداء الوطن لتضيف هذه الجهود شهداء جدداً إلى قائمة شهداء مصر العظام»، مؤكداً أن «مصر وقواتها المسلحة لن تنسى كل من قدم دمه وجهده في سبيل الحفاظ على الوطن واستقراره». وكان السيسي اجتمع صباح أمس بالمبعوث الخاص للرئيس السنغالي منصور مياس والوفد المرافق له الذي يزور مصر حالياً. وقال بيان عسكري إن المبعوث السنغالي نقل إلى السيسي رسالة من الرئيس السنغالي ماكي سال «تناولت تطورات الأوضاع التي تشهدها القارة الأفريقية وسبل دعم وتعزيز علاقات التعاون والشراكة بين مصر والسنغال في العديد من المجالات»، مؤكداً «مكانة مصر الإقليمية والدولية كمركز ثقل استراتيجي لدعم الأمن والاستقرار داخل القارة الأفريقية». وأكد مسؤول ل «الحياة» أن المبعوث السنغالي أكد للسيسي في حضور رئيس الأركان الفريق صدقي صبحي وعدد من كبار قادة القوات المسلحة وسفير السنغال في القاهرة «دعم بلاده عودة مشاركة مصر في أنشطة الاتحاد الأفريقي باعتبار أنها دولة رئيسة في القارة الأفريقية ولا يمكن استمرار غيابها عن أنشطة الاتحاد لفترة طويلة». وقال إن «المبعوث تناول مع المشير أهمية سرعة تصحيح قرار مجلس السلم والأمن الإفريقي بتعليق عضوية مصر»، مشيراً إلى أن «الحديث دار أيضاً في شأن تطورات عملية تنفيذ خريطة الطريق وقرب إجراء الانتخابات الرئاسية بعد أن تم إقرار الدستور بغالبية ساحقة وتوجيه الحكومة المصرية الدعوة إلى الاتحاد الأفريقي للمشاركة في متابعة الانتخابات الرئاسية المقبلة».