أسدلت شرطة المنطقة الشرقية الستار على قضية "مزرعة الموت" بصفوى، التي راح ضحيتها 5 من الجنسية الهندية، بالقبض على المتهمين بالجريمة وهم ثلاثة مواطنين. كما كشفت التحقيقات 4 من كبار مصنعي ومروجي المسكر من العمالة الهندية لهم ارتباط وثيق بالمتوفين يقومون بتصنيع الخمور داخل المزرعة التي اكتشفت فيها المقبرة. وأظهرت التحقيقات التي تمت بمتابعة وإشراف مدير شرطة المنطقة الشرقية اللواء غرم الله الزهراني ومتابعة مدير شرطة محافظة القطيف العميد عبدالله القريش، ومساعد مدير الشرطة للأمن الجنائي ظافر الشهري، ومدير شرطة مركز صفوى العقيد غازي السناري، أظهرت مهنية عالية لرجال الشرطة الذين تمكنوا من فك لغز الجريمة بوقت قياسي وخلال الأسبوع الثاني من كشفها، حيث بدأت شرطة صفوى بفك شفرات "المقبرة" التي وقعت بمنطقة "الدويليب" شرق صفوى حيث تقع المزرعة، التي استغلت قبل سنوات عديدة بصنع الخمور وترويجه، ولعب القمار، وتردد عدد من العمالة الوافدة لممارسة ذلك في الموقع، وتطور الأمر في المزرعة ما أدى لجريمة القتل البشعة. وعلمت "اليوم" أن جريمة القتل حدثت ليلة 16/3/2010م، جراء خلافات أثناء تناول المسكر الذي سيطر على الأشخاص جميعا، حيث قتل أحد العمالة العاملة بصنع الخمور ودفنه مع 4 أفراد من بني جلدته وهم أحياء بعد اعطائهم مخدر بالمسكر وتقييد أرجلهم وأيديهم بأسلاك معدنية وحبال، وتكميم أفواههم، ليكشف القدر الجريمة بعد مرور أربع سنوات، أثناء قيام مواطن باستصلاح المزرعة وحفره مجرى لتصريف الماء الزائد وعثوره على المقبرة بظهور إحدى الجثث وقيامه بالتبليغ، لتبدأ بعدها الحكاية. وكانت "اليوم" ومنذ لحظة كشف الجريمة قد تابعت مجريات الأحداث ميدانيا منذ كشفها في يومها الأول، وواصلت متابعتها مع بحث الفريق الأمني الجنائي بقيادة مدير شرطة صفوى العقيد غازي السناري، والكشف في اليوم الثاني على 3 جثث أخرى بحفرة بعمق متر ونصف المتر تقريبا وجدت مقيدة بالأسلاك والحبال وكان واضحا عليها أنها مكممة الأفواه، ما يؤكد أن الحادثة جنائية. وبعد الانتهاء من المسوحات الأولية باشرت شرطة صفوى التحقيق، ولم تملك في بداية الأمر سوى بطاقة أحد الضحايا وبطاقات اتصال وخاتم ذهب مكتوبا عليه اسم زوجة أحد الضحايا، لتبدأ الشرطة بالتعرف على أصحاب الجثث مع بداية التحقيق، ولم تنتظر نتائج الطبيب الشرعي ولا الكشف للحمض النووي "DNA"، وتم التحري بعدها وزيارة مسرح الجريمة والتردد عليها مرات عدة، ليعكف الفريق الأمني الجنائي مدة أسبوع في التحقيق والتحري عن زملاء المقتولين، واستدعاء العديد من المشتبه فيهم، لتضيق الخناق على 25 فردا من المشتبهين. كما قادت التحريات على الاسم الأول لمواطن كان يتعامل مع هذه العمالة، لتجلبه إلى الشرطة وانحسار عدد المشتبه فيهم الى 8 بينهم 3 مواطنين، وبعد التحقيق حللت شرطة صفوى الأسرار والشفرات الدقيقة والحقيقة الغائبة بعينها، لتضبط الفاعلين الذين تبين أنهم 3 مواطنين من صفوى. وكشفت التحقيقات كذلك عن 4 مصنعين ومروجين للمسكر من العمالة الهندية ولهم ارتباط وثيق بالمتوفين ومارسوا التصنيع للخمور والترويج في المزرعة، ويديرون ترويج وتصنيع الخمور في أماكن عديدة أيضا في محافظة القطيف منها صفوى والعوامية وسيهات وأماكن أخرى أيضا بالمنطقة، وتبين أن المروجين يعملون بمدينة صفوى بمهن الجزارة والبقالة والحلويات والمقاولات. من جانبه، أكد الناطق الإعلامي لشرطة المنطقة الشرقية العقيد زياد الرقيطي أنه إلحاقا للبيان الصادر يوم الجمعة 7/4/1435ه عن العثور على جثتين مجهولتين في إحدى المزارع بمدينة صفوى وما ألحق به عن العثور على ثلاث جثث أخرى بعد مواصلة البحث بذات الموقع، ولما لهذه القضية من أهمية بالغة لتعدد الضحايا وجسامة الجرم وفداحة الأسلوب الإجرامي وتقادم عمر اكتشاف الجريمة المرجح بتجاوزه للأربع سنوات، وجه مدير شرطة المنطقة بتشكيل فريق عمل يشرف عليه مدير شرطة محافظة القطيف وترأسه مدير إدارة شؤون الأمن بشرطة القطيف ويساعده مدير مركز شرطة صفوى، حيث أجرى الفريق تحقيقات وتحريات موسعة خلال الأيام الماضية طالت العديد من المشتبه فيهم من الوافدين والمواطنين. وأضاف "تزامنت تلك الإجراءات مع جهود ونتائج الطب الشرعي ومختصي الأدلة الجنائية وبتضافر الجهود تم الكشف عن ملابسات الجريمة وتحديد هوية المجني عليهم وهم خمسة وافدين آسيويين "ذكورا". كما تم التوصل إلى المتورطين واستيفاء إجراءات الاستدلال الجنائي للقضية وتوجيه الاتهام إليهم، حيث تبين أن الجناة ثلاثة مواطنين أحدهم على علاقة بالمجني عليهم تمثلت في مشاركتهم تصنيع وترويج الخمور تم القبض عليه وإيقافه، فيما وجد زميليه الآخريين موقوفيين على ذمة قضايا أخرى ويشرع فريق العمل المختص حاليا لاستيفاء الإجراءات اللازمة لتقديمهم للقضاء.