نجحت فِرق حرس الحدود بجازان مساء أمس الخميس في التصدي لمنع دخول متسللين مصريين بطريقة غير مشروعة، كانوا يستقلون مركبَين عبر مياه البحر الأحمر السعودية؛ إذ طاردتهم الزوارق البحرية، وأطلقت تجاههم طلقات تحذيرية عدة بعد رفضهم التوقف، ومحاولتهم الاصطدام بأحد زوارق حرس الحدود، وتمت محاصرتهم، والقبض عليهم، ويبلغ عددهم 66 شخصاً، كلهم من الجنسية المصرية، أحدهم تُوفِّي إثر عمليات المطاردة قبل وصوله إلى المستشفى. وأشارت مصادر ل"سبق" إلى أن قائدَي المركبَين والمتسللين الذين معهم رفضوا تسليم زميلهم المصاب للدوريات البحرية، التي حاولت إسعافه بنقله إلى أقرب مركز صحي أو للمستشفى لإنقاذه، لكنهم أصروا على موقفهم، مؤكدين أنهم لن يقوموا بتسليمه لهم حتى يحضر السفير المصري في الرياض إليهم، وقالوا إنهم لن يرضخوا لأي إجراء حتى تلبي الجهات المعنية مطلبهم، ورفضوا إنزال المصاب من فوق مركبهم حتى يتحقق ما أرادوه، وهو إبلاغ السفير المصري والحضور إليهم؛ ما أدى لوفاته، وجميعهم لا يزالون موقوفين بالرصيف البحري بجزيرة فرسان لاستكمال التحقيقات والإجراءات النظامية معهم. وقالت المصادر إن الشخص المتوفَّى منهم تم نقل جثته إلى ثلاجة الموتى بالمستشفى العام بانتظار تقارير الجهات المختصة، التي ستعمل على التعرُّف على الأسباب الحقيقية وراء وفاته قبيل تسليمه لذويه. وأكد الناطق الإعلامي لقيادة حرس الحدود بمنطقة جازان، العميد عبد الله بن محفوظ، في تصريح خاص إلى "سبق" أنه أثناء قيام إحدى الزوارق البحرية التابعة لحرس الحدود بمهامها البحرية لحفظ الأمن تم رصد هدفَين داخل المياه السعودية، وعند مشاهدتهما اتضح أنهما عبارة عن مركبَين، فقام قائد الزورق بالاقتراب لمعرفة حقيقة المركبَين وما بهما، فوجد أن بهما أشخاصاً متسللين؛ فقام بإعطائهم الإشارة بالتوقف، لكن قائدَي المركبَين رفضا الأوامر، وقاما بالانتشار والهروب من الموقع من باب تشتيت دورية حرس الحدود، واتجه قائد أحد المركبين إلى مجرى المياه الدولية، وسارعت الدورية بمطاردته للسيطرة عليه؛ كونه يسير هارباً بسرعة عالية عكس الآخر، الذي أوقفته الدورية، وأفهمت قائده ألا يغادر مكانه حتى تنتهي المهمة من الوصول للمركب الثاني، لكن الأول لم يستجب، وعاود عملية الهروب مرة أخرى، وحاول الاصطدام بالزورق نظراً لاقترابه منه، لكن خبرة قائد زورق حرس الحدود حالت دون تحقيق ذلك، ولجأ مباشرة إلى استخدام الطلقات التحذيرية من أجل استيقاف قائدَي المركبَين ومن معهما من متسللين، وطلب الاستعانة بفرق بحرية مساندة؛ فانتقلت دورية من أقرب مركز، وتمت السيطرة على الموقف، والقبض على المتسللين وإخضاعهم ومركبَيْهم للتفتيش. وأضاف العميد ابن محفوظ بأنه تم القبض على 66 شخصاً من الجنسية المصرية، أحدهم تبيّن أنه مصاب، ولم تتضح أسباب إصابته، فتم إسعافه فوراً، ونقله إلى مستشفى فرسان العام عن طريق أحد الزوارق البحرية السريعة، لكنه لفظ أنفاسه هناك؛ وأودع ثلاجة الموتى بالمستشفى. كما عثرت الدوريات أثناء تفتيشها المركبين على كمية كبيرة من الأسماك، بلغت نحو 2000 كيلوجرام؛ فتم سحبهما إلى رصيف مرسى حرس الحدود بفرسان وجميع المقبوض عليهم، الذين هم بصحة جيدة، وتُقدَّم لهم الرعاية والعناية اللازمة كافة. مشيراً إلى أن أحد قائدَي المركبَين تم القبض عليه في حادثة سابقة أثناء دخوله المياه السعودية بطريقة غير مشروعة، وأنه حالياً بدأ التحقيق مع قائدَي المركبَين، فيما سيتم اتخاذ اللازم حيال بقية المتسللين حسب النظام قبل تسريحهم. وأفاد العميد ابن محفوظ بأنه بالنسبة للشخص المتوفَّى، الذي كان موجوداً ضمن المتسللين أثناء المواجهة البحرية معهم داخل المياه السعودية، فسيتم تسليمه لذويه بعد استيفاء الإجراءات النظامية؛ إذ ستباشر الجهات المختصة عملها لمعرفة ملابسات وفاته وأسبابها، التي لم تتضح حتى الآن. من جهة أخرى، قال قائد حرس الحدود بمنطقة جازان، اللواء عبد العزيز الصبحي، الذي تابع عملية القبض: أشكر قائد زورق الوديعة وطاقمه على يقظتهم جميعاً في حفظ الأمن داخل مياه البحر السعودية، وعدم السماح لأي كائن من كان باختراق الحدود السعودية. وأحث الجميع على عدم الاقتراب من حدودنا بطريقة غير مشروعة.