لندن، بيروت - «الحياة»، أ ف ب - تعد المعارضة المسلحة لهجوم شامل من اجل احكام السيطرة على مدينة حلب وريفها في شمال سورية، وذلك بعد سيطرتها على معقل استراتيجي لقوات النظام في غرب حلب قبل ايام. وأعلنت ثماني كتائب اسلامية التوحد تمهيداً لهذه المعارك التي سيكون هدفها المقبل الأكاديمية العسكرية في جنوبالمدينة. وقال مصدر في المعارضة لوكالة «فرانس برس» امس: «هناك اسلحة وذخائر بينها صواريخ مضادة للمدرعات تصل كل يوم الى الثوار من اجل معركة حلب»، لافتاً الى ان الجيش النظامي بات في «وضع دفاعي لأنه غير قادر على تنفيذ هجمات بسبب النقص في القوات». ويسيطر مقاتلو المعارضة على العديد من القرى والبلدات في ريف حلب والتي تمر فيها او قربها طرق الإمداد الى المدينة، ما يجعل عملية ايصال الإمدادات صعبة بالنسبة الى قوات النظام. وكان مقاتلو المعارضة سيطروا قبل ايام على بلدة خان العسل، احد آخر معاقل النظام في ريف حلب الغربي، وهي قريبة من المدينة وتقع على المحور ذاته لحي الراشدين الذي شهد معارك عنيفة أخيراً. ويقول المصدر في المعارضة ان «المحطة المقبلة ستكون السيطرة على اكاديمية الأسد للهندسة العسكرية الواقعة عند المدخل الجنوبي لحلب على بعد كيلومترات من خان العسل» التي تعرضت امس لقصف جوي قُتل فيه اربعة اشخاص على الأقل. وأوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان هذه الأكاديمية تشكل غرفة عمليات للجيش السوري. وتمكن مقاتلو «الجيش الحر» من أسر العقيد خليل رمضان والعميد أنيس غانم مع عشرات من مقاتلي القوات النظامية أثناء تمشيط الحارة الجنوبية من خان العسل بعد السيطرة عليها. وقالت مصادر المعارضة ان نحو 200 عنصر من الجيش النظامي قتلوا بينهم 15 ضابطاً. وأعلنت ثماني كتائب اسلامية مقاتلة امس «تشكيل غرفة عمليات مشتركة في مدينة حلب باسم غرفة عمليات الوعد الصادق للتنسيق على كل الجبهات من اجل قتال القوات النظامية السورية». وتوعد ناطق باسم المجموعات في شريط مصور ان «العمليات ستكون مزلزلة ومباغتة». وضمت غرفة العمليات «حركة فجر الشام الإسلامية» و «جبهة النصرة» و «كتائب فجر الخلافة» و «كتائب ابن تيمية» و «كتائب ارض الرباط» و «كتائب الصحابة» و «تجمع كتائب الحق» و «كتائب جنود الرحمن المهاجرين». وقال «المرصد السوري» ان اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية دارت امس في ساحة الحطب في حلب القديمة وفي حي الأشرفية، فيما استهدفت الكتائب المقاتلة تجمعات القوات النظامية في بلدتي نبل والزهراء اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية. وفي شمال غربي البلاد، قصفت القوات النظامية مناطق في بلدات تفتناز وسرمين وسرجة. وقال ناشطون ان مجموعة من المسلحين الملثمين اقتحموا المكتب الإعلامي في سراقب وخطفوا صحافياً بولندياً واعتدوا بالضرب على الإعلامي منهل باريش، إضافة إلى سرقة محتويات المكتب من أموال وأجهزة كمبيوتر. وفي وسط البلاد، دارت اشتباكات في حيي المريجة وباب الدريب، فيما سقطت خمس قذائف على احياء وادي الذهب والنزهة وعكرمة التي تقطنها غالبية من الطائفة العلوية بالتزامن مع سقوط ثلاث قذائف هاون على حي كرم الشامي ما ادى الى سقوط 11 جريحاً بينهم أطفال ونساء. وفي دمشق، تعرضت مناطق في حي برزة شمال العاصمة لقصف عنيف من القوات النظامية ما أدى الى اضرار وحرائق في بعض المنازل، بالتزامن مع اشتباكات في حيي القابون والحفيرية اللذين تعرضا لقصف، علماً ان قوات النظام تحاول السيطرة على كامل الأطراف الشمالية لدمشق. وترافق ذلك مع تجدد الاشتباكات على أطراف حي جوبر شرق دمشق. وفي محافظة درعا جنوب البلاد، دارت اشتباكات في محيط حاجز المفرزة في مدينة الحارة، واستهدف مقاتلو المعارضة الحاجز بعدد من القذائف، ولم تتوافر معلومات عن الخسائر في صفوف القوات النظامية. وواصلت القوات النظامية قصفها على مناطق في بلدة صيدا بالريف الغربي لدرعا ما أدى الى دمار في الممتلكات، وسط اشتباكات على محاور عدة في ريف درعا.