بقلم/نورة العبيد . أودع الله في الإنسان قدرات عظيمة ونعم جسيمة أعطاه جسدًا وقلبًا..! جعل الحياة له؛ ليعمرها عطاءً، وعبادة، ونماء..! وجعل فيها كذلك البلاء ليُمحص الصادقون ويُجازى الصابرون ومهما بلغ البلاء ومهما أوجع..! فهو في حدود الوسع والتحمل..! حتى تلك الفتن التي تحيط بنا هي من البلاء، ومن سنة الله في الحياة..! وبوسعنا أن ندافعها بالطاعة والدعاء وبالثبات على الحق مهما تكالبت حولنا المنكرات..! نثق أن كل مايصيبنا بوسعنا تحمله لأننا نؤمن بقوله تعالى: "لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها" وهذه النفس: "لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت" بوسعنا أن نصبر في البلاء والأقدار أن نصبر على الطاعات وأن نصبر عن المعاصي..! "ومن يتصبر يصبره الله" بوسعنا أن نحسن في عباداتنا في صلاتنا في صيامنا في صدقاتنا بوسعنا أن نتوب أن نؤوب أن نمضي على الصراط القويم..! بوسعنا أن نعفو أن نتسامح أن نحمل قلبًا كبيرًا يحب الخير للجميع..! بوسعنا أن نكون أوفياء وأن نكون لأصحابنا خير الأصحاب ولأحبابنا خير الأحباب..! بوسعنا أن نُسابق وأن نسبق..! أن نعلم أن هذه النفس إن تعلقت بالله أدركت أنها قادرة على البذل على المجاهدة قادرة على أن تحيا لله، فتطيب دنياها رغم كل بلاء لأنها أيقنت أن لها ربًا رحيمًا كلّفها بما تُطيق، وستطيق بعون ربها، فهو نعم المعين بوسعك الكثير، فلا تقف ولا تأسى..!