أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ أسامة خياط، المسلمين بتقوى الله - عزّ وجلّ - والعمل على طاعته واجتناب نواهيه، داعياً إلى التحلي بالصبر والتقوى، خصوصا عند فقد الأحبة. وأشار إلى أن الصابرين هم الصادقون المتقون حقاً. وقال في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام، اليوم، إن نزول البلايا وحدوث المصائب وتكدُّر الحياة وما تعقبه من آثار تنغص العيش هي حقيقة لا يمكن تغييبها لأنها سنة من سنن الحياة ولا يملك أحدٌ لها تبديلاً، موضحاً أن الناس تتباين مواقفهم أمامها. فأما مَن جزع وضعف إيمانه واضطرب يقينه فيحمله ذلك على مواجهة القدر في جزعٍ وتبرّمٍ وتسخطٍ تعظم فيه مصيبته ويشتدُّ عليه كربه فيعجز على احتمالها وقد يسرف على نفسه فيأتي من الأقوال والأعمال ما يزداد به رصيده من الإثم عند ربه ويضاعف نصيبه في سخطه دون أن يكون لهذه الأقوال والأعمال أدنى تأثير في تغير الأمور أو دفع المكروه وأشار إمام وخطيب المسجد الحرام، إلى أن أولي الألباب يقفون أمامها موقف الصبر على البلاء والرضا بالقضاء؛ فهم مع حزن القلب ودمع العين لا يقدمون من الأعمال والأفعال إلا ما يرضي الرب ويعظم الأمر ويسكن النفس ويطمئن القلب ويدعوه إلى ذلك ويحث عليه ما يجدونه في كتاب الله من ذكر الصبر وبيان حل ثماره وعظيم آثاره. وبيّن أن في ذلك لمَن صبر أنهم الصادقون المتقون حقاً، مؤكدا أن الصبر خيرٌ لأهله وهو جزاءٌ لهم بأن يجاب الجزاء له بأحسن أعمالهم. كما ينتفع بالآيات و العبر أهل الصبر ويعطي المتمسك بالصبر الإمامة بالدين. قال الإمام ابن القيم - رحمه الله - سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - يقول بالصبر واليقين تنال الإمامة فالدين. وأشار إمام وخطيب المسجد الحرام إلى أنه لا عجب أن يكون للصبر تلك المنزلة العظيمة لما عبر عنها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - بقوله إن الصبر من الإيمان بمنزله الرأس من الجسد، أن لا إيمان لمَن لا صبر له. وأضاف الشيخ الخياط: يدرك المرء خير العيش في حياته، كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - خير عيشٍ أدركناه بالصبر. وتابع أن أشد البلاء وقع على النفس موت الأحبة، ولا سيما النبلاء منهم، ومن ذوي التأثير في حياة الناس، ومَن كان له من البر ما جادت به الحدود وعمّ به القاصي والداني وكان للإسلام منهم مواقف عظيمة ومشهودة وكان للمسلمين وقفاتٌ مباركة داعمة غير محدودة بحدود الزمان أو المكان من مثل ما فقدته الديار السعودية والمسلمون قاطبة هذه الأيام، ألا وهو سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد - رحمه الله رحمة واسعة - وغفر له في المهدين ورفع درجاته في العليين وألحقه بصالح سلف المؤمنين، والحمد الله على قضائه وإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يُرضي الرب: إنا لله وإنا إليه راجعون.