بالأمس وصلت لي قصة حوار بين زوجين، وقد أعجبت بها كثيراُ لما في الحوار من تناغم بين زوجين، كان جميلاً ورائعاً ورومانسياً. ربما لا تحدث كثيراُ بين زوجين في أيامنا هذه، وذكرتني بقدوتي وحبيبي الرسول الإنسان مع زوجاته وكيف كان يحسن التعامل معهن، كما قال صلى الله عليه وسلم: (خيركم.. خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي).. وإليكم هذه القصة أنقلها كما جاءتني مع بعض التصريف مني جلس خالد يتجاذب أطراف الحديث مع أصدقائه المدعوين إلى العشاء في منزله كعادته كل شهر وتعالت ضحكاتهم النقية، وهم يتذكرون أيام الشباب وكل يحكي ذكرياته، ثم استأذن خالد منهم قليلًا ودخل على زوجته إيمان التي انهمكت هي الأخرى في إعداد الطعام، فمال عليها هامسًاً في حنان إمممممم أشم رائحة شهية يبدو أنك ستبهرينهم كعادتك يا إيمان.. ابتسمت إيمان ولم تدع ما في يدها ثم قالت: شكراً.. يا خالد ذكرني مرة أخرى كم عدد أصدقائك؟ قال خالد في سرعة: هذا ما جئت لأخبرك به لقد زادوا إثنين عن العدد المتفق عليه فأصبحوا عشرة أفراد، اتسعت إبتسامة إيمان وقالت لخالد: الحمد لله كنت أتوقع مثل هذا الموقف وأعددت طعامًا يكفي لهذا العدد.. ضحك خالد وقال وهو يربت على كتف إيمان في حنان: لقد كنت متأكداً من أنك ستحسنين التعامل مع هذا الموقف حتى ولو زاد العدد إلى الضعف، فأنت إيمان ربة المنزل المحترفة والمخططة الأولى في عالم الميزانيات الزوجية. دفعت إيمان خالد بيدها في رفق وهي تمازحه: لا تسخر مني لو سمحت وأذهب هيا إلى أصدقائك حتى لا تعطلني عن إعداد الطعام، هيا أذهب.. خرج خالد من المطبخ وهو يضحك ثم قال: حسنًا.. حسنًا سأخرج، ولكن رفقاً بي أيتها المديرة المحترفة. وبعد أن أنهى أصدقاء خالد زيارتهم، ونزل معهم من البيت ليوصلهم إلى سياراتهم، عاد خالد إلى المنزل ودخل على زوجته هناك فوجدها لا زالت في المطبخ تقوم بغسيل الصحون وتنظيف المنزل بعد هذه الوليمة الكبيرة ، فشمر عن ذراعيه ودخل معها إلى المطبخ. ثم قال: دعيني أساعدك فقد رفعت رأسي عاليًا اليوم، لقد انبهروا كالعادة كما أخبرتك بطعامك اللذيذ، حفظك الله لي من كل سوء.. قالت إيمان في ود: لا تتعب نفسك لقد انتهيت تقريبًا، أذهب وغير ملابسك وسآتي إليك بالشاي بعد قليل. قال خالد في امتنان: شكراً.. ولكني أريد أن أساعدك فقد تعبت كثيرًا اليوم في إعداد هذه الوليمة الضخمة، هزت إيمان رأسها نافية ثم قالت: كلا فإكرام أصدقائك من الأمور المحببة إلى قلبي، لأنها تدخل البهجة والسرور على قلبك الغالي.. قال خالد: أعلم ما تفكرين فيه يا حبيبتي وأعلم مقدار حبك لي ولخدمة أصدقائي، ولكن هذا لا يمنعني من أن أكرر شكري لك في كل مرة تقومين فيها بهذا العمل، والآن هيا لنجلس سويًا بعض الوقت فقد اشتريت لك الحلوى التي تحبينها يا حبيبة العمر مكافأة صغيرة مني على ما تبذليه من أجلي.. قالت إيمان: شكراً.. يا زوجي، ولكنها واجبات أخذت العهد على نفسي أن أقوم بها معك، ومن أجلك يهون كل شيء.. قال خالد: حفظك الله لي يا حبيبة العمر وسلمك من كل سوء.. تعليق بسيط: الحياة الزوجية علاقة التكاملية من خلال اللين والرفق، وبهذا التعامل قد ترافقان، فإن الرفق واللطف من الأخلاق التي تعين الزوجين على الاستقرار، خصوصًا عند مراعاة الحالة النفسية أثناء النقاش والجدال.. ولا شيء يحيي طفولة المرأة كتدليلها على يد رجل يهمه أمرها، فالمرآة عضو في المجتمع بل وأحد ركائزه، ووراء كل رجل عظيم امرأة. ترويقة: أيها الرجل.. اهتم بالأشياء الصغيرة في العلاقة بينكم، وتذكر المناسبات السعيدة لها، بتقديم الهدايا ولو كانت بسيطة في تلك المناسبات وفي غيرها، وامتدح كل شيء جميل فيها، واخرجا في نزهة منفردين ومارسا فيها طقوس الحب، واذهبا في أجازة معاً، واستمع لكلامها وتفهم أفكارها جيداً حتى ولو كانت دون أفكارك أو مختلفة عنها لأن أفكارها تمثل الجانب الأنثوي والرؤية الأنثوية للحياة وأنت تحتاجها لتكتمل رؤيتك. ومضة: أيها الرجل.. رغم جوانب القصور أرضى بزوجتك، فلا توجد امرأة كاملة على وجه الأرض، و لابد أن ينقص شيء في أي امرأة تتزوجها حتى لو كنت اخترتها بعد استعراض كل نساء الدنيا، فالرضا في الحياة الزوجية هو مفتاح الحياة السعيدة.