تعاني بعض من سيدات المدينة من سفر الأزواج خلال العطلة الصيفية، ما يربك برامجهن الخاصة بتربية الأطفال، ولكن الشيء المستغرب أن بعض السيدات يقمن بتجهيز حقيبة السفر لأزواجهن وهن غير مدركات أن الزوج ربما يرتبط بامرأة أخرى في الخارج عن طريق زواج المسيار وفي النهاية يتركها تلعق جراحها وتبكي حظها. «عكاظ» التقت بعدد من الزوجات المكلومات واللاتي فضلن الصمت على الطلاق وتشتيت الأبناء وأخريات فضلن الصمت حتى لا تفقد زوجها الذي أحبته. خالدة محمد (موظفة حكومية) تقول «أنا متزوجة منذ 25 عاما ولي خمسة من الأبناء أكبرهم طالب بالجامعة لاحظت على زوجي أنه بدأ يتغير منذ أكثر من 15 عاما، حيث كثرت سفراته إلى خارج المملكة خلال فصل الصيف ويمكث بالخارج طوال الإجازة الصيفية تقريبا ولا يقوم حتى بالسؤال عنا معتمدا بذلك على راتبي وحرصي على أبنائي، تفاجأت منذ عدة سنوات بأن زوجي يسافر سنويا من أجل أنه مرتبط بزوجة هناك، وعندما واجهته بالأمر أنكر وهددني بالطلاق في حال قمت بسؤاله مرة أخرى، ويشاء الله أن يفضحه عن طريق هاتفه الجوال عندما سمعته يتحدث مع زوجته الأخرى، وعندما واجهته بالمحادثة قال لي بكل برود إنه حر في تصرفاته، وعلى الرغم من القهر والألم الذي يعتصر قلبي إلا أنني أقوم بتجهيز حقيبة سفره له قبل أن يسافر وأقوم برش عطري بين ملابسه حتى أترك له ذكرى عندما يقوم بإخراج ملابسه من الحقيبة». أما حنان فاضل وهي ربة منزل فتقول مضى على زواجي أكثر من 28 عاما ولي أربعة أبناء وزوجي رجل طيب جدا وكريم جدا إلا أنه مزواج، وأصبح في السنوات العشر الأخيرة يسافر إلى خارج المملكة في فترة الصيف من أجل الزواج هناك وأنا وأبناؤه في المنزل بين أربعة جداران نتنظر عودته. وعن سبب صبرها على هذا الوضع تقول: والداي متوفيان وإخوتي كل يسكن في مدينة مختلفة من مدن المملكة ولا يوجد لدي أحد بعد الله سوى زوجي حتى دراستي لم أكملها ولدي أربعة أبناء فإذا تطلقت منه إلى أين أذهب أنا وأبنائي، لذلك أعيش مع زوجي في منزل واحد وكل منا ينام بغرفة مستقلة عن الآخر وذلك منذ سنوات عديدة واتفقنا على أن تستمر الحياة بيننا من أجل الأبناء وكل يوم يمر علي اتجرع القهر والألم حتى أصابتني الأمراض وهزل جسدي من شدة القهر. أما نورة علي فقد حاولت الانتحار عندما علمت من زوجة صديق زوجها بالصدفة أن زوجها متزوج من أخرى في أحد البلدان العربية التي يسافر إليها باستمرار. تقول نورة: لقد كنت في زيارة لإحدى صديقاتي وهي متزوجة من صديق زوجي العزيز وكاتم أسراره وأثناء تبادل الحديث اعترفت لي صديقتي بسر أفشاه زوجي لزوجها وهو زواجه من امرأة أخرى خارج السعودية تزوجها في إحدى سفراته وأصبح يسافر إليها باستمرار، وعندما واجهته بالحقيقة لم ينكر واعترف فحاولت الانتحار حتى أشعره بالذنب والخطأ الذي ارتكبه، وطلبت الطلاق ووعدني أن لا يسافر مرة أخرى إلا وأنا معه فوافقت على الاستمرار معه بشرط أن يطلقني في حال أخلف وعده لي. من جانب آخر تتحدث الأخصائية الاجتماعية رجاء الزيلعي فتقول: تعتبر مثل هذه الزيجات من المفاهيم والثقافات المغلوطة لدى العديد من الرجال المتزوجين اللاهثين وراء نزواتهم المقلدين لأصدقائهم.. فالأصدقاء عندما يسافرون كمجموعة يتأثرون بأفعال بعضهم البعض خاصة بما يقوم بفعل لم يسبق للآخرين القيام به، ومن أمثلة ذلك زواج المسيار، فمهما حاول الزوج إخفاء ما يفعله عن زوجته سوف يفتضح أمره عاجلا أم آجلا، لأن المرأة لديها حاسة قوية عندما يقوم زوجها بخيانتها، وكون المرأة تعيش من أجل أبنائها فقط فهذا أمر غير مقبول، لأن ذلك سوف يؤثر على نفسيتها ويجعلها تتعامل مع الأبناء بقسوة لأنها تعتقد أنهم سر بقائها واستسلامها لما يفعله والدهم. حل المشكلة رجاء الزيلعي الأخصائية الاجتماعية أوضحت أنه يجب على المتزوجة أن تتخذ قرارا في حل مشكلة زواج زوجها الصيفي وذلك بوضح حد لأفعاله عن طريق والد الزوج أو أي شخص لديه كلمه لا ترد، كما يجب على الزوجة أن لا تهمل نفسها وأن تحاول أن تجذب زوجها إليها عن طريق التجدد في المظهر والحديث واللجوء إلى تعلم طرق أنثوية في جذب الزوج حتى تتجنب ذهابه إلى أخرى.