بقلم : بإسم بدر الروقي في تلك الظروف المُستعصية ، وعند حاجز الحاجة ، ومن أمام عقبة العدم . عبرتْ تلك ( المركبة ) تلاعبها رياح الحياة ، وتتأرجح بها عواصف الأيام ، وبالرغم من ضبابية المستقبل ، وغموضِ الغد ، ووعورة الأحداث مضت ( المركبةُ ) تسابق الزمن ، وتتجاوز الوقت ، وتتحدى الصعاب . لاتتوقف عن المُضيِّ للغاية عجلاتُها، ولم ينقطعْ نحو الهدف سيرُها ، ولم يتراخى لبلوغ المراد عزمُها ، ومانفد عن الصبر والتجلدِ وقودُها . كيف لا !؟ وعجلاتها عزائم الرجال ، ووقودها تضحيات الأفذاذ التي تحركها شكائم قلوبهم ، وتدفعها بسالة آرائهم ، وماكانوا ولو للحظة ليأبهوا ولاليهتموا لأمر من سيقود ( المركبة ) ولا لمن سيتولى دفتها ؛ فخطة السير معلومة مرسومة على قلب رجلٍّ واحد ، وبوصلة الطريق واضحة المعالم ورهن إشارة الجميع . وفي رحلة الأيام مضتْ ( المركبةُ ) مُتخطيةً عقارب الوقت ، وكاسرةً حواجز الزمن ، ومتجاوزةً أخواتها من المركبات في سباق التطور والتي بدأ عليها العطل والتوقف في منتصف الطريق بعكسها هي حيث سارتْ مسرعةً تحقق الفوز بعد الفوز في ركب التجديد والسيادة ؛ محققةً أحلاماً طُويتْ في أدراجها ، لتكون واقعاً يُرى على أضواءِ أنوارها ، لتسع وتحمل الجميع على ظهرها ينعمون ويتمتعون . وعند نقطة الوداع ترجَّل الكثير من قادتها عن طارتها ؛ فقد اصطدموا بحتفهم المقسوم ، وأجلهم المحتوم غفر الله لهم جميعاً أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جريرُ المجامعُ ولأمرٍ أو لأخر ماكانت المكاسب التي حصدتها تلك ( المركبة ) ولا الأرباح التي حققتها ، ولا النجاحات وصلت لها لتستمر ؛ حيث دبَّ الفتور ، وتفشّى التقاعس في ورثائها الشَّرعيين ، حيث لم تعد هذه ( المركبة ) تمثل لهم أكثر من أنها قسمةٌ ضيزى ولايحق التصرف فيها إلاَّ لواحد ، فأوقفوها جانباً تحت أشعة نقص الخدمات الحارقة ، وعند رصيف فقد مقومات الراحة ، حتى بدأت تشحب وتتهالك تتخطفها ( المركبات ) ووتجاوزها ( الأقليات ) تركوها ورثائها الشرعيّين بين ركام النسيان ، وتشاليح الإهمال . أم الدوم ( المركبةُ ) التي تفتقد اليوم عناية الأمس والسبب تحاذل أبنائها بها ، حيث أرخصوا قيمتها ليستأسد شريطية تلك الجهات الحكومية الذين هم أحد أسباب نقص الكثير عنها ليجعلوا منها سلعة رخيصة . فمنْ لهذه ( المركبة)يُعيد لنا بريقها ، ويُعبِّدُطريقها ؟! وينقذها من التيه التي آلت إليه .