بقلم / عمر المصلحي * الحياة في هذه الدنيا معركة، لا تصفو لأحد ، كَبَدٌ في كَبَد ، الكاسب فيها خسران ، والمتمسك بها ندمان ، إلا من زرع الخير ، وطاع الرحمن ، عاش في أمان ، متحصن من خبث العدو الشيطان ، موفق مسدد في كل شؤون حياته ، رفيع القدر ، عالي الشان . كلٌّ يخوض تجارب الحياة ، صغير ، كبير ، رجل ، أنثى ، كُلٌّ مُخَيّرٌ مُسَيّرٌ لما خُلِقَ له. الرجل يقوم بدوره ، والمرأة تقوم بأدوارها ، حسنة الدنيا ، ومدرسة الحياة ، أمَّةٌ في أمٍّ . الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق . المراة هي : الأم ، الأخت ، هي الزوجة ربة البيت ، مربية الأولاد ، تحمل على كاهلها ، جبال راسيات من المسؤوليات ، تجري من تحتها أنهار عذبة جارية من العطف ، والطيبة، والحنان ، والتسامح؛ ولهذا يجب الاهتمام بها على الوجه الذي يليق بمكانتها . نصبر عليها إن بدر منها خطأ غير مقصود ، نشكرها في كل لحظة وحين ؛ على كل ما تقوم به من مهام داخل منزلها ، نقدم لها الهدايا ، مستغلين أي مناسبة ، هنا ، أو هناك . إنها تستحق أن نقدم لها خاتمَ ذهبٍ في بوكيه ورد من زهورٍ منتقاة ، ألوان بهية ، وروائح زكية ،ونباغتها بتذكرة مدينة ملاهي وألعاب على أرقى مستوى ؛ لتذهب مع أبنائها الصغار ، وأخوتهم ، الكبار ؛ ممن يهوون مدن الملاهي ، ويعشقون الألعاب ، نجعل تلك الأم ، تمرح ، تلعب معهم ، تلاعبهم ، تمزح معهم ، تداعبهم، تضحكُ ، و يضحكون ، فراشات ، وزهور ، لوحة جميلة تجسد حب الأسرة وانسجامها ، مسرح أطفال في يوم عيد أو احتفال . وبعد هذا المرح ، هناك جوائز ، واحتفاءات ، فقد أُعِدَّ صيوانٌ مزيّنٌ بالوردِ ، حوى أنواع شتى من الحلوى والشوكولاته ، وعصائر طازجة ذات ألوان وأنواع . الأم هي من يفتتح هذا المهرجان ، والمخولة بقص الشريط الافتتاح ، وتقطيع الشوكولاته ، وعلى رأسها طربوش أحمر ، وفي يديها بالونات ذوات ألوان ، حمراوات ، زرقاوات ، صفراوات ..... تبعث البهجة ،وتنتزع الابتسامات . المرأة الأجدر بحياة الطفولة و مرحها ، زهرة تحتاج سقيا وإضاءة ، ومزيد رعاية ؛ لنخفف من أعبائها ؛ ولتعيش طفلة مدللة طوال حياتها . يقول نزار قباني : امرأة تحب الورد ، تلاعب الأطفال ، وتستمتع وترقص فرحاً بقطع الشوكلاته ، امرأة لن تفقد طفولتها. فعيشي طفلة أيتها المرأة ، فأنت الأجدر بامتلاكها.