( يا نفسية )

هذه العبارة التي تُسمع بين الفينة والأخرى ، وتطلق على الشخص بل وتكون بصمة له . وعندما نقف عند بابها سنرى العجب العجاب ؛ لأنها غائبة عنا، ولأننا لم نر إلا الظاهر منها
فتعالوا معي ل نقف قليلا ونرى المخفي
الذي يكون لنا فيه نور وآفاق
" نفسية " تلك المفردة عندما نرى المعنى المراد بها
فهو يشعرنا بأن الشخص مصاب نفسياً
أصابه عارض جعله يتصرف بطريقة غير معتادة من مثله
فالشخص الذي يصاب ب أمراض نفسية وأزمات
فقد جزء من حياته السليمة ربما
وحينما تجعله ضغوط الحياة صامتا
وغيمة الحزن تخيم عليه
فلا سند ولا ركن يستند عليه
ف يصاب بخيبة فيمن حوله
يتعرض للهمز واللمز
ف تثقل روحه التي بين جنبيه
ويحاول أن يبتعد لأن حزنه ثقيل عليه
والآخرون فقط يريدون رؤيته في ساحة الفرح
في أوقاتهم السعيدة
لذا يهرب لمدينته التي يرى نفسه فيها ويحاول أن يمد لنفسه اليد ، يتعثر حينا وحينا يقف
حينا تنهمر عليه أنهار الدمع
وحينا يجف دمعه ولا يكتفي
وينهش الحزن والهم حياته
يحاول النهوض
يحاول مسك القشة التي يرى بها الجمال الذي مات فيه
يسخر منه ذلك الصديق القريب
ليجد نفسه يضيف خيبة لخيباته مع الآخرين
يرى حزنه انحفر في ملامحه
ثم يلحظ تغيرات نظرته ،
وصوته ،
أشياؤه.
لتأتيه رسالة من عابر " عسى ماشر .. فقدتك "
لينهمر بعدها باكيًا ، كون البعيد شعر به وهو لم ير ملامحه ، ولا يعرفه إلا من خلال حرف يُرسل بينهما.
ذلك الشخص النفسية يحمل وروداً يحاول أن يسقيها كثيرا حتى لا تذبل بروحه
يسعى دائما لإيقاظ الأمل
ويهمس في روحه : الغد أجمل
إليك يامن ترفع صوتك على ذلك الشخص وتقول له " نفسية "
لقد وصفته بذلك لأنك رأيته على غير عادته.
اعلم يقينا أن قلبه يحمل همومًا كأثقال الجبال؛ فاسق روحه بمعين السعادة ،
وابذر في نفسه بالسعادة
وارسل له بأنك تشتاق إليه وتفتقده.
اجعله يرى الأمل حتى لو كانت النوافذ مغلقة ، والليل طال سواده .
تذكر بأنه يحتاجك أكثر من قبل،
إنه يقينا بحاجة لحضنك ؛
فأنت الأمل الذي يريده ؛ لذا لا تخيب أمله الباقي بك .
همسة لكل شخص وصم بالنفسية :
تذكر بأننا نشعر بك ، ونرى حزنك وألمك الذي لم نعهده عليك ؛ فلا تستسلم أبدًا لنفسك وللألم الذي تراه من الآخرين.
انظر للسماء ونجومها ، ثم تأمل ما فيهما من قدرة الله، والدروس الكثيرة.
اجمع كل ذكرياتك السعيدة ، وإنجازاتك ، وتلك البذور التي غرستها في روحك والعابرون واقفون في طريقك.
تذكر البسمة التي تفقدك .. ما ذنبها .!
انفض عنك الألم وثق بأن الآخرين لاهون لاهثون لحياتهم التي لم يجعلوك بها ؛
لذا اتخذ من الكتابة صديقة لك فهي وفية ستكتم سرك وتخفف وجعك
وتجعلك متأملًا حكيمًا.
وستعالجك
فلا تشمّت بك الآخرين.
نبضة أخيرة
إذا رأيت نفسية فقل خيرًا ومد يدك له ، أو امسك عنه لسانك ويدك عن أذيته .
عفاف مصلح الحربي