بقلم/منى الشعلان علمتني الحياة أن أبتسم فبالابتسامة نكسب حب من حولنا ونتجاوز كل الصعاب ونحقق كل آمالنا . والابتسامة مفتاح كل خير ومغلاق كل شر ولها مفعولها السحرى وأثرها العجيب .. الابتسامة ..لا تكلف شيئاً ولكنها تعود بالخير الكثير إنها تغنى أولئك الذين يأخذون ولا تفقر أولئك الذين يمنحون ! إنها لا تستغرق أكثر من لمح البصر لكن ذكراها تبقى إلى آخر العمر ! لن تجد أحد من الغنى بحيث يستغنى عنها ولا من الفقر فى شىء وهو يملك ناصيتها ؟ إنها تشيع السعادة فى البيت وطيب الذِكر فى العمل . والابتسامة أمرها عجيب للغاية تجعل الوجه أكثر جمالاً وتزيد التفاؤل والحب بين الاهل والاحبة والاصدقاء وهي لغة لا تُتطلب ترجمتها فهي تعبر عن نفسها ومعانيها العميقة. فإن رسمتها لصديق شعر بالراحة وإن رسمتها لعدو شعر بالندم وإن رسمتها لمن لا تعرف أصبحت صدقة. فكم أحيت الابتسامة من همم ميتة وحركت نفوساً بائسة . يقول المتنبي : بأدْنَى ابْتِسَامٍ مِنْكَ تحيَا القَرَائِحُ وَتَقوَى من الجسْمِ الضّعيفِ الجَوارحُ وَمَن ذا الذي يَقضِي حقُوقَكَ كلّها وَمَن ذا الذي يُرْضي سوَى من تُسامحُ فالإبتسامة لا تكلف الإنسان شيء فهي أبسط المعروف. وصدق الله العظيم الخبير بالنفوس حين قال: (( ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك )) فنحن نبتسم لاقتداؤنا برسول الله صلى الله عليه وسلم وتأسياً به فقد كان صلى الله عليه وسلم دائم البشر طلق المحيا ، البشاشة تعلو وجهه و الابتسامة لا تكاد تفارقه فعن عبد الله بن الحارث بن جزء رضي الله عنه قال : ( ما رأيت أحداً أكثر تبسما من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقد حثّ الرسول -عليه الصلاة والسلام- المؤمنين على الابتسامة في وجوه بعضهم البعض، وجعل الابتسامة صدقة، ولهذا فإنّ الابتسامة في الإسلام كفيلة بإسعاد الآخرين، ولها الكثير من الأجر والثواب . قال صلى الله عليه و سلم : ( وتبسمك في وجه أخيك صدقة ) . و قال صلى الله عليه وسلم : ( لا تحقرن من المعروف شيئاً و لو أن تلق أخاك بوجه طلق ). ومن الواجب إدخال البسمة والأنس والسرور على أنفسنا ومن حولنا حادينا إلى ذلك قول رسول الله صلى الله عليه و سلم : (أحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم ). فما أحوجنا إلى البسمة وطلاقة الوجه وانشراح الصدر ولطف الروح ولين الجانب ولنا فى حبيبنا صلى الله عليه وسلم قدوة فلنسر على خطاه ..