الابتسامة لغة لا تحتاج إلى ترجمة، ومشاعر لا تحتاج إلى كلمات، هي أجمل شيء في الوجود، بل هي مفتاح ٌ للقلوب، فعلها لا يكلف شيئا، ولا تستغرق أكثر من لمحة بصر، لكن أثرها يخترق القلوب، ويسلِبُ العقول، ويذهب الأحزان، ويصفي النفوس، ويكسر الحواجز مع الآخر. ولا شك أن الإنسان في حياته تعتريه أكدار وهموم وأحزان وغموم، مما يحتاج حقيقة إلى من يجلي حلكتها، ويخترق ظلمتها بشيءٍ من الابتسامة الرفيعة والضحكة المتزنة والدعابة المرموقة؛ لأن ذلك هو البلسم الناجع والدواء النافع في ترويح النفس وطرد الآلام وتخفيف الأحزان، فيكفي ما يعرضه بعض بني الإنسان، من تقطيب الوجه، وكتم الابتسامة، واللمحات التي تنبئ بالكراهية والعداء. يقول جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه كما في البخاري “ ما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت إلا تبسم في وجهي. وهذا يدل على جمال روح الحبيب صلى الله عليه وسلم، ويدل أيضا على تأثر هذا الصحابي باستمرار بابتسامة الرسول صلى الله عليه وسلم حينما يلاقيه. وليست هذه الابتسامة مع جرير فقط بل ورد عن عبد الله بن الحارث رضي الله عنه قال “ما رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول الله صلى الله عليه وسلم، (رواه الترمذي). ويقول الرسول المعلم صلى الله عليه وسلم: “وتبسمك في وجه أخيك صدقة”. المبتسمون هم أولئك الناس الذين نشعر بالاطمئنان عندما نجالسهم ... والراحة عندما نسامرهم... يجذبون إليهم كل من يراهم...ويرسمون لوحة مشرقة مبتسمة على قلوب من يعرفهم... ويطربون آذان من يسمع كلماتهم... فلا نتذكرهم إلا والابتسامة مرسومة في خيالك عن جمالهم ... ونفتقد غيابهم باستمرار... الابتسامة.. تلك المفردة التائهة في عالم مليء بالأحزان... والهموم... الابتسامة ... تلك الكلمة الضائعة في عالم القلق المتواصل ... والأحداث السلبية المتتالية... همسة: ابتسم ...فالابتسامة لن تكلفك شيئا.