بقلم/صَالِح الرِّيمِي ✒أنتساءل كثيراً لماذا يرى الناس أن السعادة فقط!! في المظاهر الجذابة وفي امتلاك المال والعقارات وكثير من الكماليات؟؟ قد يخطئ الكثيرون عندما يعتقدون أن السعادة نابعة من رخاء مادي أو ترف معيشي، فهناك أناس كثر يملكون المال، ولكن ما أبغضهم حينما يتحدثون أو يتعاشرون، وهناك أناس قد وهبهم الرحمن جمال الأخلاق بحسن تعاملهم، وإذا تحدثوا أخذوا بالألباب، بل قد يسحرونك بكلماتهم. السعادة غاية منشودة، وجنة مفقودة وكلنا يبحث عنها، فهي مفتاح حياتنا الجميلة، وأهمها الإيمان بالقدر خيره وشره، والرضى بما رزقنا الله، فحياتنا ملك لنا وبأيدينا نجعلها شقية وحزينة.. وبأيدينا أيضا نجعلها جميلة وأكثر سعادة.. لذلك قد يشعر الإنسان بالسعادة التي تغمر قلبه وان كانت ظروفه لا ترشحه لذلك.. وقد يستشعر الشقاء وأن كانت ظروفة النادية بأحسن حال.. لهذا فإن الإنسان لا يستطيع أن يستشعر السعادة إلا إذا رضى عن حياته وتمسك بالأمل الذي يملأ صدره وعقله ونفسه. وهذا هو السر في أننا قد نرى اثنان أحدهم قادراً على الابتهاج بكل شيء، وسعيداً بيومه متفائلاً بغده، والآخر يستشعر الشقاء في كل ما حوله، بالرغم من أن ظروف حياتهم واحدة وقدرات الإثنين متقاربة، ولم تمتحن الحياة أحدهما بتجربة قاسية.. من السعادة الحقيقية.. أن تستيقظ صباحاً وأنت سعيد، بادئاً يومك بنظرة سليمة وأخرى إيجابية لكل من حولك، متسامح مع نفسك ومع الآخرين، متجاوزاً عن زلاتهم وهفواتهم، مبتسماً في وجه من قابلت. من السعادة.. إفعل بلا مقابل، إمنح عطاياك لمجهول، أدعُ لشخصٍ منكوب، ربت على صدره طفل يتيم وأحنو عليه واظهر حبك له، اسعى لقضاء حاجة ضعيف أو مسكين، ساهم بنشر البسمة في نفوس الناس، ساعد رجلاً نال العجز منه لعبور الطريق أو الصعود للدرج، وختام ذلك لا تنم إلا بدعوة بظهر الغيب لكل الناس، وقتها ستشعر حتماً بالسعادة وكأنك تملك الدنيا بحذافيرها. ترويقة: يقول ابن القيّم رحمه الله:- (فليس للقلب أنفع من معاملة الناس باللطف وحب الخير لهم فإن معاملة الناس بذلك؛ إما أجنبي فتكتسب مودّته ومحبته، وإما صاحب وحبيب فتستديم صحبته ومودّته، وإما عدوٌّ مبغض فتُطفئ بلطفك جمرته وتستكفي شره، ومن حمل الناس على المحامل الطيبة وأحسن الظنّ بهم سلمت نيته وانشرح صدره وعوفي قلبه وحفظه الله من السّوء والمكاره). ومضة: يقول شاعر السعادة والأمل المتفائل بلا منازع إيليا أبو ماضي: كن جميلاً ترى الوجود جميلاً ..