لم نخلق عبثاً بل بتدبير وتخطيط وإتقان، لذا نرى عجباً في أنفسنا ومن ثم إذا تطلّعنا للكون وأجرامه والفضاء ومجراته والبحر وأحشائه. أسكننا الأرض لنعمرها، ولن يكون إلا إذا خطونا للمستقبل بأهداف واضحة ودرسنا الماضي لنرسم من خلاله خطة للقادم. حقيقة الأمر أن الأنسان من غير تخطيط يجد نفسه منجذباً نحو الأشياء السهلة، وفي الواقع بمقدوره أن يبلغ مرامه لو أنه عرف جوهر التخطيط الكامن في جعل نشاطه اليومي جزءاً تراكمياً للصورة التي يرغب أن تكون هي النهاية. الجميع يعلم أن التخطيط لم يكن وليد اللحظة إنما حث عليه القرآن حثاً صريحاً في قوله تعالى ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الخيل) الأنفال 60 يتضح لنا من سياق الأية أن التخطيط مطلب لتحقيق الهدف والوصول إلى النجاح. خطط ليومك وأسبوعك بأهداف قصيرة ولمستقبلك بأهداف طويلة وارسم خطتك ولا تبالغ في رسم صورة النتائج المتوقعة، واقبل الفشل فما هو سوى بوابة النجاح. وإليك أهم عناصر التخطيط لعلك تتبعها في خطتك المستقبلية : 1- استعن بالله ثم حدد أهدافك وأولوياتك. 2- استثمر مواردك المتاحة وأعرف مكامن قوتك وضعفك. 3- كن مرناً في خطتك وضع بدائل وحلول. 4- لا تيأس ولا تستسلم. 5- لا تبالغ في توقع النتائج. والأهم : تعلق بالدعاء فوالله ما تيسرت مصاعب الحياة، ولا فُتحت أبواب الرزق، ولا تحققت الأماني ونيلت المطالب بمثله. بقلم إيمان عسيري