قد تتأثر بكلمة ،تجرحك تهزّ كيانك ، تتأثر منها بسلبية قاسية مدمّرة ، حتى تصبح بالنسبة لك محط اهتمام تسترجعها بين الفينة والأخرى ،تتعايش معها بكل لحظاتك، تجعل منك شخصاً آخر ، يتراجع للوراء بخطوات مهزوزة يكسوها التعثر . ثم تبقى رهيناً لتلك الكلمة ولا عزاء لك . اعرف رعاك الله أن تقبَلك لها بكل ما تحتويه من معنى بمثابة التعزيز لإستيطانها في ذهنك . لماذا قبلت بأن تستبيح زوايا قلبك... ثم إذ بك طأطأت الرأس لها ؟! فأعلنت الاستسلام الفوري بكل خضوع ؟! أنت بهذا الفعل تكرر مأساتك بشكل شبه يومي مع نفسك وعقلك وكل تفكيرك ،لتسجل أعلا نسبة من الخيبات في حق وقتك، وعمرك الذي أفنيت جزءًا منه أدراج الرياح بسبب كلمة كانت وما زالت تهدمك من الداخل ، تقتص منك شيئاً فشيء . البعض هداهم الله لا يبالون بمايتلفظون ، ولا يكترثون بما يتفوّهون به ، كلماتهم كالسيوف المسلولة على الخلق ، فلان كذا وفلان هكذا لايعرفون للكلمة الطيبه طريق ، وكأن ألسنتهم مسددة فقط للتجريح والاستنقاص ، يستمتعون بذلك دون مراعات للمشاعر والخواطر التي إن كسرت لن ترممها آلاف الكلماااات . - إن القلوب إذا تنافرت ودها شبه الزجاجة كسرها لا يشعب ... - فالحرف الذي يصيب القلب في مقتل يستقر ولن يُنزع بملايين الإعتذارات ،حتى لو نزع تبقى الجروح كأنها وليدة اللحظة ،لن تبرى ولن تلتإم مهما كان . أوزن كلامك ولا تطلقه كالرصاص في صدور الخلق ، فقد تقتل أرواحاً وهي مازالت على قيد الحياة . مجرد تساؤل !؟ لماذا تبتعدون منها وتصدون عنها ؟! فهي رسالة المرسلين، وسمة المؤمنين، دعا إليها رب العالمين في كتابه الكريم فقال: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } ما أجملها وما ألطفها ......(الكلمة الطيبة ) فهي هداية الله وفضله لعباده {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْل } يقول ابن القيم رحمه الله شَبّه الله سبحانه الكلمة الطيبة (كلمة التوحيد) بالشجرة الطيبة لأن الكلمة الطيبة تثمر العمل الصالح، والشجرة تثمر الثمر النافع". فالكلمة الطيبة هي حياة القلوب ، حيَّةٌ نابضة، لا تموت ولا تذوي. كن رائعاً في تعاملك ، لا تحبس الكلمة الجميلة في قلبك ، وتجعلها رهينة الإنتظار ، ثم تُطلق العكس ، قل للرائع أنت رائع بحق وللمتميز كم أنت مميز .. اجبروا الخواطر ، لا تكسروها ، لا تُحبطوا ولا تثبطوا جودوا بالكلمة الطيبة، اسعدوهم بها اطلقوا سراحها ،لا تحبسوها . بقلم أ / نورةالشريف