✒في الفترة الأخيرة بعد كثرة احتكاكي بالناس من شتى بقاء الدنيا، اقتنعت أكثر من أي وقتٍ مضى بحقيقة أن السيف لم يكن هو من فاز بالمكانة للإسلام في تلك الأيام، بل كانت البساطة والكلمة الحسنة والاحترام الدقيق للعهود والمواثيق وحسن التعامل واظهار جانب اللين هو الذي ادخل الناس إلى دين الله افواجا.. اليوم خطر في بالي سؤال ما الذي يمنعني أن أكون ذا خلق وحسن الكلام وطيب المعشر مصداقاً لقوله تعالى:﴿وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ﴾، لا يشيء يمنعني من ذلك!!!.. ولهذا احببت انقل لكم قصة قد تكون مشهورة عند البعض لكن هي بكل تأكيد تبرهن لنا كيف أن الكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة تؤثر في الناس وكلنا يستطيع ذلك.. تقول إحدى الأخوات وهي راوية القصة في أثناء زيارتي لصديقتي في بيتها العامر، قدمت لي الشاي فتذوقت الشاي فأعجبني!! فقلت لها: طعم الشاي اليوم جميل جداً، فارتسمت إبتسامة جميلة وبدأ يظهر السرور على محياها وتشكلت إبتسامة عريضة أضاء وجها كالنور.. ويقول أحد الاصدقاء: أذكر ذات مرة ذهبت لإنجاز معاملة وكان الموظف كئيباً وكأن الدنيا يحملها فوق رأسه، جلست أمامه وهو يتعامل مع الأوراق بجفا شديد، كأن أحدهم سلب الإبتسامة منه.. !!! قلت له: قميصك جميل، إبتسم تلقائياً وقال: والله؟ قلت: والجاكيت أجمل، تهلل وجههُ ضاحكاً مستبشراً، ثم بدأ الحديث معي والأخذ والرد وكأن ذلك الشخص العابس قد رحل وجاء غيره إلى مكانه..!! ونفس الشخص يقول: ذات مرة كنت في المسجد وحضر شاب وصلى بالناس جماعة، شدني صوته الحسن والجميل، انتظرت خروجهُ من المسجد ثم خرجت اتبعهُ وسلمت عليه بحرارة وقلت له: ما شاء الله صوتك جميل جداً وتلاوتك رائعة لا يشبع منها، رسمت عليه إبتسامة حلوة عريضة واسعة ورحلت عنه.. انظروا ما الذي قد تفعلهُ الكلمة الجميلة في الآخرين.!!؟ السؤال: ما الذي يمنعك أن تفعل ذلك مع الناس..!!؟ لماذا الغالبية من الناس اليوم شحيحة كل الشُح بالكلمة الحسنة وبخيلة جداً في إبدائها، لكنهم في المقابل سريعة الهجوم إذا ما وجدت فرصة سانحة للإنتقاص والنقد والتجريح.. ابشركم بأن الكلمة الطيبة صدقة ومفتاح للقلوب.. ترويقة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب البشارة ويُكثر من قول: أبشر قال النبي صلى الله عليه وسلم: "بَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا ، وَيَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا" ... أي لا تحبس الكلام الطيب في قلبك أبداً.. امدح واشكر وادع الله لمن تحب وقل خيراً للجميع فالكلام الطيب عبادة وهداية.. *ومضة: قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ}..