✒اليوم خطر في بالي سؤال ما الذي يمنعني؟ أن أكون ذو خُلقٍ كريم وكلامٍ حسن وطيب المعشر مصداقاً لقوله تعالى:﴿وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ﴾، بكل تأكيد لا يشيء يمنعني من ذلك!! ولهذا أحببت أن أنقل لكم قصة مشهورة توضح كيف أن الكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة تؤثر في النفس تأثيراً بالغاً .. تقول إحدى الأخوات وهي رواية القصة في أثناء زيارتي لصديقتي في بيتها العامر، قدمت لي الشاي فتذوقت الشاي فأعجبني!! فقلت لها: طعم الشاي اليوم جميل جداً، فارتسمت إبتسامة جميلة وبدأ يظهر السرور على محياها وتشكلت إبتسامة عريضة أضاء وجهاً كالنور .. وفي قصة أخرى يقول أحد الأصدقاء: أذكر ذات مرة ذهبت لإنجاز معاملة وكان الموظف كئيباً وكأنه يحمل الدنيا فوق رأسه، جلست أمامه وهو يتعامل مع الأوراق بجفاءٍ شديد، كأن أحدهم سلب الإبتسامة من وجهه .. قلت له: قميصك جميل، إبتسم تلقائياً وقال: والله؟ قلت: والجاكيت أجمل، تهلل وجههُ ضاحكاً مستبشراً، ثم بدأ الحديث معي والأخذ والرد وكأن ذلك الشخص العابس قد رحل وجاء غيره إلى مكانه .. ونفس الشخص يقول: ذات مرة كنت في المسجد وحضر شاب وصلى بالناس جماعة، شدني صوته الحسن والجميل، انتظرت خروجهُ من المسجد ثم خرجت اتبعهُ وسلمت عليه بحرارةٍ قائلاً له: ما شاء الله صوتك جميل جداً وتلاوتك رائعة لا يشبع منها أحد، ارستمت عليه إبتسامة جميلة وعريضة وواسعة .. أنظروا ما الذي قد تفعلهُ الكلمة الجميلة في الآخرين.!! السؤال: ما الذي يمنعي أن أفعل ذلك مع الناس؟ إذاً لماذا بعض الناس اليوم أجده شحيح كل الشُح بالقول الحسن؟ وبخيل جداً بالبوح بالكلام الجميل، وفي المقابل للأسف الشديد وجدت بعضهم سريع الهجوم إذا ما وجد فرصة سانحة للإنتقاص والنقد والتجريح .. *ترويقة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب البشارة ويُكثر من قول: "أبشر" قال النبي صلى الله عليه وسلم: (بَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا، وَيَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا).. أي لا تحبس الكلام الطيب في قلبك أبداً.. امدح، اشكر، أدع الله لمن تحب، قل خيراً للجميع فالكلام الطيب عبادة وهداية .. *ومضة: قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ} ...