أتانا ضيف كريم ، تتضاعف فيه الحسنات ، وتذهب السيئات ، هو لله وحده قال الله في الحديث القدسي " كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزىء به " فيه تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران، وتصفد الشياطين ، هو مدرسة يتخرج منها المتقون ، قال تعالى : "الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" 183 البقرة شهر رمضان المبارك شهر تتوق إليه نفوس المؤمنين، وفي كل يوم يتضرعون إلى الله أن يبلغهم إياه ؛ ليتزودوا بالطاعات ويزيدوا رصيد هم من الحسنات ، فكم من الآباء والأمهات والإخوة والأخوات ،الأقرباء والزملاء والأصدقاء صاموا معنا رمضان العام الماضي، ولم يكتب الله لهم عمراً ليدركوا شهر رمضان هذا العام، نسأل أن يتغمدهم بواسع رحمته ، ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار . في رمضان المنصرم حالت الظروف بأقدار الله ومشيئته دون أداء الصلوات في المساجد ، والتلذذ بالصلوات المفروضة وصلاة التراويح مع جماعة المسلمين في بيوت الله " المساجد " التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ، بسبب جائحة كرونا كوفيد19 المستجد ، ولازال موجوداً ، لكن بفضل الله ومنته، ثم الجهود المبذولة من دولتنا العظمى للتصدي لهذه الجائحة، بتطبيق الإجراءات الاحترازية، وجلب اللقاحات ، و تسهيل الحصول عليها ، حيث وفرتها في كل شبر من أرض المملكة ، -ولله الحمد - فانخفضت معدلات الإصابات ، وكادت أن تزول لكن حدث بعض التهاون في الالتزام بالإجراءات الاحترازية؛ مما جعل الحالات تعاود الصعود مرة أخرى ، ولازالت وزارة الصحة مشكورة مأجورة توجه كل يوم بعدم التساهل وتأكد على ضرورة الالتزام بكافة الإجراءات الاحترازية من لبس الكمام وعدم المصافحة، والتباعد الجسدي ، والابتعاد عن التجمعات ، وتأكد أيضا على وجوب اصطحاب الكمامة والسجادة عند كل مسجد . رسالة من القلب أقدمها لكل مسلم غيور على وطنه ، ويراعي مصلحة مجتمعة وأمته ، وقبل ذلك كله طاعة ولي الأمر ، فطاعته واجبه أمر الله بها من فوق سبع سماوات قال تعالى: " ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم" فقد أمر ولي الأمر بالتقيد بالإجراءات الاحترازية ومنها عند الذهاب لبيوت الله لأداء الصلوات المفروضة وصلاة التراويح . فلا تحرمونا أيها المخالفون لذة الصلوات الخمس، ولذة القيام وصلاة التراويح في هذا الشهر الكريم ، فقد تعلق الصلوات في المساجد في حال تزايد عدد حالات الإصابات نتيجة عدم التقيد بارتداء الكمامات واصطحاب السجادات، والتساهل في التعقيم وغسل اليدين ، والتباعد الجسدي. أيها الصالحون المصلون الصائمون القائمون احمونا واحموا أنفسكم وأهليكم شر هذا الوباء الفتاك " كورونا العنيد " لنتجاوز الأزمة بسلام ويعود الأمر كما كان لعهد ما قبل كورونا.