✒ إن من عظمة خلق الله للإنسان ان جعل له مركز قوة وسر حياة ، فهذه القوة هي قوة القلب تلك المضغة التي لا يتجاوز حجمها قبضة اليد ! نعم ان فيها من اسرار الخلق ما لا يحصيه الا خالقها سبحانه. فهذه المضغة تتحمل الكثير وقد تمر بها أزمة او موقف فيُصدّع اركانها ويكسر بعضها فتتهاوى وتضعف ويظهر على الجوارح اثرها ، فينعزل صاحبها وقد اكتفى بما يعاني وقد يمم قلبه المكسور لمن هو احن عليه وارحم به ، ثم ما هي الا اياماً قليلة وإذ به يشعر بأن برد العافيه ونسائمها تتغلل داخل القلب فيبدأ يتعافى وكأن هناك من يهتم به ويجبر كسوره الخفية ويرمم ما تصدع فتزيد قوة القلب شيئاً فشيئا إلى ان يصبح في يومه الجميل وقد احياه ربه وكأنه لم يُصب ولم يذرف الدمع حاراً فيقفز الى عقله القاصر سؤالا هو بحد ذاته رزقٌ من ربه ليريه آثار رحمته وخفايا لطفه به ( كيف استطعت النهوض !! و كيف جُبر قلبي ؟! ) كل واحد منا لابد وأنه بمر بهذه المرحلة وقد تكون مرات وكرات وسيقرأ حروفي هذه بقلب فطن وروحٌ تواقة ، إذن كيف جُبر القلب ؟؟! جُبر اولاً وقبل كل شي: 1- برحمته سبحانه ولطفه وعنايته . 2- جُبر القلب برزقٍ عظيم على هيئة قلب محب صادق مشفق ساقه الله وتكرم به فيحتوي ذلك القلب ويشد ازره ويناجي ربه في خلوته ولسان حاله يارب يارب اجبر قلباً فيك احببته . وهنا العجب العجاب يرزقك اياه ويسخره الله لك ويلهج بالدعاء ويسخر كل وقته لك وما ذلك الا لما ينبض به من صدق محبة ورحمة فقط لا يربط بينكما اي رباط سوى المحبة في الله وله . 3- جُبر القلب بأعمالٍ خفية صالحة كانت وقت الرخاء فلم تضيع عند الكريم سبحانه بل حفظت ونمت وجاء في وقت الشدائد لتُقر العين وتجبر القلب وتسر الخاطر . 4- حسن ظنٍ بالله اعقب إيماناً صادقاً فكان كالماء البارد يفيض على القلب . وهذه ابرز ما يجبر القلب الكسير ويعيده للحياة قوياً كما كان وهذه المواقف تثبت ما ورد لنا من اقوال للعلماء وعلى راسهم الإمام ابن القيم رحمه الله حيث قال : " إن قوة المؤمن في قلبه " فاللهم قوةً بك وتسليمًا لك وحسن ظنٍ يقودنا الى رضوانك وفسيح فردوسك الاعلى.