✒أغمضت عيني ورفعت وجهي للسماء أُناجي ، وكلي باللطيف الخبير يقين ، رباه سالت دموعي وإني بغيرك لا أذود ولا أسيرُ في ليالي الظلمة والضيق ، في أوقات هوس من التفكير ، تظن بأنك أكثر الناس هم ، ولا تدري بأن غيرك الكثير من عاش الهم والتعب ،أبناء في سُلطة أبٍ قاسٍ ، أمٌ تشكو بُعد أبنائها. وإنِّي لأدعو الله حتى كأنَّني أرى بجميل الظنِّ ما الله فاعلُهْ أمُدُّ يدي في غير يأسٍ لعلَّه يجود على عاصٍ كمثلي يواصلُهْ كل حزن سيذهب ، وكل كسر سيجبر، لا يترك الله قلبًا تحت سمائه ضائعًا. قال الحسن البصري: إن قوماً ألهتهم أماني المغفرة، رجاء الرحمة حتى خرجوا من الدنيا وليست لهم أعمال صالحة. يقول أحدهم: إني لحسن الظن بالله وأرجو رحمة الله، وكذب، ولو أحسن الظن بالله لأحسن العمل لله، ولو رجا رحمة الله لطلبها بالأعمال الصالحة، يوشك من دخل المفازة (الصحراء) من غير زاد ولا ماء أن يهلك.* إن ضاقت بك النفس عما بك ، ومزق الشك قلبك ، فارفع يديك إلى السماء وقل يارب يارب إني منك وإليك ألتجئ . قال تعالى : ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ ممّا لا شك فيه أنّ على المؤمن أن يحسن ظنّه بالله تعالى في كلّ موطنٍ، وفي كلّ حالٍ، فلا حول ولا قوة إلا به . اخيراً : حين يضيق العيش ، ويشتد الكرب وجه وجهك إلى الذي إذا دعوته بقلبك فتح لك أبواب كل شيء . بقلم : جنى النعمي