✒اسأل نفسي كيف للضياع أن يركنُ نفسه جانبًا لنجد أنفسنا، أيُ الطرقات نسلك؟ أين المسار الآمن؟ تساؤلات بلا إجابة. تُهنا في منحدرات الحياة، تخبطنا يمنة ويسرة إلا أن بوصلة قلوبنا لم تتوقف تتحرك في كل اتجاه وكأن قوة الجذب تسيطر عليها من كل اتجاه. بعد كل هذا آن لها الأوان أن تستقر وتشير إلى مكان لا يمتُ للأرضِ بأية صلة.. اتجاه يغفل عنه الكثير بينما هو قريب جدًا، محضن آمن ودافئ، مستراح للروح وهدأة للفؤاد.. لم تعد تلك البوصلة تتجه للمنحدرات، وتوقفت عن الحركة العشوائية المتذبذبة منذ اتجهت إلى السماء وتيقنت أنها بعيدة لكنّ الله قريب! هذه المرة لا أتحدث للعقول حديثي للقلوب الحائرة، للأرواح المشتتة التي حاولت جاهدة أن تتقدم خطوة للأمام لكنها تراجعت للخلف فتهشم بعضًا منها.. اغمض عينيك استجمع قواك واستحضر مشاعرك وارفع رأسك عاليًا واهتف بملئ الفؤاد (يا الله) كررها مراراً وتكراراً، يسمعك، يراك دون أن تخبره ما أختلج في نفسك. وفي الكون آياتُ وأسرارُ إذا رأها الفهيم عرف الله. إنه الله الطريق إليه هادئ وآمن، عبوره سهل وميسر، لا حاجة للفصاحة في الحديث ولا أهمية لترتيب الجمل وترصيع الحروف. أود أن أذكرك أننا نحتاج لبعض الزاد كيف نسلك الطريق بخفة ويسر : 1/ تعلم كيف تتأدب مع الله ( في تقبل أقداره، في طلبك منه) وكل ذلك في الثناء عليه بحمده وشكره في السراء والضراء. 2/ تعلم كيف تستجيب له قبل أن يناديك (في الاستعداد للصلاة واستشعار وقوفك بين يديه) 3/ تعلم كيف تدعوه في الرخاء ليستجيب لك في الشدة. 4/ تعلم كيف تستشعر معيته في كل حين (لتخشى أن تتعدى حدوده) وفي حديث ابن القيم رحمه الله أجّل وصف (من عرف الله صفا له العيش، وطابت له الحياة، وهابه كل شيء وذهب عنه خوف المخلوقين وأنس بالله واستوحش من الناس وأورثته المعرفة الحياء من الله والتعظيم له والإجلال والمراقبة والمحبة والتوكل عليه والإنابة إليه والرضا به والتسليم لأمره) أختم كلماتي بضمان قوي بيني وبينك (لن تتعثر بعد اليوم إذا أشارت بوصلة قلبك للسماء) وخذ هذه بقلبك وعقلك ( سر إلى الله تسر إليك الحياة كما تريد) بقلم أ/ إيمان عسيري