✒كان الواحد في السابق عند دخوله عالم الإنترنت يختار ما يروق له من مقاطع عبر اليوتيوب، ونصوصاً عبر البحث في قوقل، أما اليوم أصبحت الخيارات ليست بأيدينا، بمجرد أن تدخل أي مجموعة واتس حتى تنهال عليك المقاطع والنصوص والصور والأخبار والتقليعات، الغث فيها أكثر من السمين، وليس بمقدورك صد هذا السيل الجارف إلا بالخروج المجموعة .. بصدق أحياناً تشعر بالندم عندما يكون رقم تلفونك مشاع في كل يوم تجد نفسك في مجموعة جديدة لا تعلم من صاحبها ولا تعرف من هم أعضائها، والمحترم منهم هو من يدخل عليك على الخاص طالباً منك أن تنظم إلى مجموعته لنشر مقالاتك أو خواطرك، لكن حينما تنظم نجدها عكس ما قال صاحبها عن تخصصها في المجال الفلاني .. في مجموعات الواتس يكثرُ حاطبو الليل اليوم، وما أكثرهم بالإرسال في كل مجال وكل فن بعضه صحيح وبعضه سقيم وبعضه نافع وبعضه ضار وبعضه مناسب وبعضه غير مناسب، وأكثر ما يحطبون في إرسال مقاطعَ الفيديو التي تملأ المجموعات مساحةً وتملأ الصدور ضيقًا دون فائدة تذكر، قال تعالى: (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) .. حاطب ليل عند العرب يضرب مثلاً للرجل الذي يجمع كل شيء، ولا يميز الجيد من الردي، فتقع يده على شيء ضار كأفعى أو عقرب، وهو مثل يضرب في العلم لمن يأتي بالصالح والطالح.. فالحاطب هو شخص راغبٌ أن يتكلم في كلامٍ لا يتقنه ولا يكاد يتأنى فيقع في الخلط، فقيل لمن مثله هذا حاطب ليل كمن يحطب كل رديء وجيد، لا يبصر ما يجمع في حبله .. ترويقة: قال لي يوماً أحد متابعي: "لم يرق لي أبداً الواتس أبّ، فأنا اُسميه تطبيق المرجفون في الأرض، الغث فيه فاق السمين من هرج ومرج ودجل ودلس وإشاعات ومتابعته صُداع وإهدار وقت".. لذا لا ترسل في الواتس إلا شيئاً مهماً ونافعاً فإن كنت ترسل الغث والسمين فمصيرُ رسائلك حذف بدون أن تُقرأ.. قال تعالى: (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) .. ومضة: قال الشاعر: إذا قُلْتَ فاعلم ما تقول ولا تكنْ كحاطب ليل يجمع الدّق والجزلا