✒خطواتها ثقة، لمساتها مفعمة بالحنان، همس هتيفها أمان ،إذا غابت غابت معها لذة الحياة وطعمها. حنانكِ أمي شفاءُ جروحي وبلسمُ عمري وظلّيِ الظليلُ لأمي أحنُّ ومن مثلُ أمي رضاها عليّا نسيمٌ عليلُ تسعى في الحياة وتكابد المشاق من أجل أبنائها* حين تمسك مولودها ترى في عينيه الحياة وتطمح إلى أن يكون الأفضل. تسير الأيام فيقسو بعض الأبناء بكلماتٍ وتصرفات يندى لها الجبين.. لكنها تصبر وتعفو عنهم في ساحة قلبها الكبير،* لا يتوقف عطاءها ولا ينقطع فضلها. كلنا يحفظ حديث أبي هريرة رضي الله عنه حين **قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ -يعني: صحبتي، قال:*أمك*قال: ثم من؟ قال:*أمك، قال: ثم من؟ قال:*أمك، قال: ثم من؟ قال:*أبوك[1] متفق عليه ونردد دائما دون أن نعي عظمة الآية قوله تعالى (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً) كلمة أف* صغيرة بحجمها سهلة في نطقها لكنها عظيمة بإثمها. هنا سأحكي قصة مليئة بالعبر ابن عاق جعل امه العجوز الضعيفة تقوم على تلبية حاجاته وهي التي تحتاج إلى الرعاية، ما أكثر* ما سال دمعها وهي تدعو اللهم أصلح فلذة كبدي وأهدي قلبه !كيف لا وهو وحيدها وفي يوم من الأيام دخل عليها والشر يتطاير من عينيه وقال ألم تعدي الغداء فقامت الأم ويداها ترتعشان وجسدها واحد أثقلته الهموم والأوجاع لتعد الغداء لقرة عينها فلما رأى الطعام لم يعجبه فألقاه على الارض، وأخذ يتسخط ويقول لأمه: اعلم انكِ لا تصلحين لشيء لقد بليت بعجوزة شمطاء متى أتخلص منها. ترد قائلة: يا ولدي اتق الله ألا تخاف عذابه ألا تخاف سخطه،* ألا تخاف أن ادعو عليك. زاد غيظاً وجن جنونه فامسكها بتلابيب ثيابها يهزها بقوه ويقول اسمعي أنا لا أريد نصائح لست أنا من يقال له اتق الله ثم رمى بها بقوه وقد خالط بكاها ضحكات الاستهتار وقال اتدعين علي ؟ تحجر قلبه والأم تذرف الدموع الحاره تبكي على أيام وليالي كابدت فيها المشقة والعناء، أما هو فقد ركب سيارته وكان مبتهجاً سعيداً وهو يسمع صوت تلك الأغنيه و نسي مافعله لأمه التي تركها حزينة متألمة. وأثناء سيره في الطريق بسرعة جنونية ظهر له جمل في وسط الطريق اضطربت سيارته لم يكد يستطيع يمسك مقودها فإذا به يصطدم بالجمل. قدر الله عليه فأصيب بشلل رباعي لا يحرك إلا رأسه. هذا ماقد يحصل لكل عاق فرفقاً ورحمةً ورأفةً بأمهاتكم. يامن تقرأ كلماتي استشعر أن الجنة تحت قدميها فبرك* بها توفيق في الدارين. اللهم أجعلنا بارين بأمهاتنا مؤدين لحقوقهم، واحفظهم وأعطهم مايسرهم وجازهم عنا خير الجزاء.