✒الام وما أدراك ما الأم هي كنز الدنيا وجنة الآخره ووسادة الامان ورمز العطف والحنان فالام وردة شذاها يملا الحياة انفاسك واريج يعطر الحياة . والأم شمعة تضي دربك لتحترق بسعادة كبيرة دون تذمر ؛ وهي كل شي في هذه الحياه ، تواسيك في حزنك قبل فرحك ؛ وتعطيك القوة في ضعفك ؛ وتحمل الألم في مرضك. والأم هي من ربتك وعانت وتعبت وهي مبتسمة غير متضجره تتبع كل لحظة معك بحضن دافئ وقبلة تطبعها على جبينك برضى وسرور ودعوة صادقة لك من قلبها الحنون كل هذا دون مقابل بمحبة لاتضاهيها محبة في الوجود. والأم تحن لك ليلاً وتشتاق لك نهاراً رغم أنك أمام عينيها وتراك في كل اركان البيت تسكن جوانح قلبها ولا تغيب. أمي لا أجيد الكتابة عنكِ فعمق حبك في صدري قليل جداً بحقك ؛ فالأم هي تلك الجوهرة التي يجهلها الكثير بالرغم انهم يملكونها بين ايديهم ولا يشعرون بقيمتها الا بعد فقدانها رغم ماتفعله وتقدمه من اجل ابنائها. ومما يؤسف له بأنه قد اصبح العقوق شعار في وقتنا الحاضر عند البعض إلا مارحم ربي؛ وهذا ما لاحظته في الآونة الأخيرة من تفشي العقوق وانتشاره بالتمرد والعصيان على الوالدين ؛ ولا سيما الام أما علمت يا ابن ادم أن عقوقها جحود؛ أما علمت أن الله أوصى بها حيث قال تعالى (ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً). فكيف تعصي وصية الله لنا أنسيت أم تناسيت غير مبالياً بمن سهرت لأجلك الليالي ولمن وطئت على أشواك المتاعب لراحتك. أتناسيت من ربت وتعبت لتجعلك رجلاً تفخر به وقد حملتك كرها ووضعتك كرها ورغم ذلك تنسى كل شي حين تحملك بين ذراعيها الا تعلم أن غضبها من غضب الرب عزوجل. وقد ثبت من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم*: ( رضا الرب في رضا الوالد وسخط الرب في سخط الوالد). ليس هذا فحسب بل أن عقوقها من الكبائر وسببا في دخول النار لما ثبت عن طَيْسَلة واسمه علي بن مَيّاس قال*: ((كنت مع النجدات فاصبت ذنوبا لا أراها الا من الكبائر فذكرت ذلك لابن عمر قال ما هى ؟ قلت كذا وكذا قال ليست هذه من الكبائر هن تسع*: الإشراك بالله وقتل نسمة والفرار من الزحف وقذف المحصنة وأكل الربا وأكل مال اليتيم والحاد في المسجد والذي يستسخر وبكاء الوالدين من العقوق . قال لي بن عمر أتفرق من النار وتحب أن تدخل الجنة ؟ قلت*: إى والله قال*: أحى والدك ؟ قلت*: عندي أمى قال*: فوالله لو ألنت لها الكلام وأطعمتها الطعام لتدخلن الجنة ما اجتنبت الكبائر)). آه ايتها الأم العظيمه انتي جنة بين يدينا ونحن نفرط فيكِ واغرب ماتراه عيني في وقتنا الحاضر الافكار السلبيه التى سطت على عقول الشباب عند الحديث مع امهاتهم وترديدهم مقولة "أنك من العصر الحجري" أو ان مستوى تفكيرك لا يناسب مستوى تفكيري وأنك لاتفهمين وانتِ مخطئة كلمات قاتله للأم حين تاتيها من فلذة كبدها كيف تستطيع نطق هذه الكلمات وهي من كونت تفكيرك بل ان حليبها هو من كون مخك الا تعلم ان حليب الام يحتوي على العناصر الغذائيّة الهامّة لنموّ المخ، مثل التورين (حمض أمينيّ)، وغيرها فكيف حين تكبر ويكبر مخك فتبرمجه في عقوقها دوما وتردد عليها كلمة انتي مخطئة ؛ فمهلاً وحذاري إن كانت امك مخطئه فأنت اكبر اخطائها لانها لم تربيك جيدا ربما حنانها الزائد وحبها المبالغ لك وضعفها امامك جعلك لاتعرف قيمتها وكون انعكاساً سلبيا عليك لانك جهلت برها واصبحت تعاملها كانها ابنتك وليست والدتك ؛ وكيف يهنى لك نوماً وانت عاق لها وكيف يرتاح ضميرك وأنت ترى دمعتها وكيف تحيا سعيداً وانت افقدتها السعادة بعصيانك؛ أما لك قلب يخشع حين ترى دمعتها ؛ أما لك عين تدمع حين تدمع عينها ويحزن قلبها. فاغتنم وجودها فوالله إن فقدتها حين تموت وتحمل بالاكتاف ذاهبت بلا رجعه فحينها سيمر عليك شريط عصيانك لها كاملا وستتمنى أن تعود فقط لتقول لك اني راضية عنك وقتها فقط ستعرف قيمتها وستفقد دعوة صادقة واحساساً حنوناً وشعوراً بالامان وجنة بيتك. وعندها ستستدعي كل اللحظات الجميله مع أمك ولكنك لن تجدها ستصبح كل اللحظات حارقه بغيابها وسيعتصرك الالم وتخنقك العبره ؛ ووقتها ستتذكر ان امك روحا طاهرة كانت تحوم حولك ستستيقظ من غفلتك ستندم في وقت لا ينفع فيه الندم ان الله حذرنا ان نقول لها اف فقال تعالى (ولا تقل لهما اف) وانت تعصيها في غفلة منك بكلمات تطعن فؤادها ولا تشفيه أما تعلم أن عقوقها لا يغفر لما ثبت عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( ثلاثة لا يدخلون الجنة [أبدا] ولا ينظر الله - عز وجل - إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة , المتشبهة بالرجال , والديوث).* ابعد هذا تعصيها عجبي لك يا ابن ادم تخجل من اسمها ومن صوتها وإن سارت معك في طريق بينما هي تفخر بك وبحديثك وبالنظر لك ولا تخجل أنت من عقوقها ؛ تتزوج فتنساها وتجعل زوجتك ملاكك ودنياك واخرتك وبينما انت تعصيها هي تدعو لك وتحلم باأطفالك وترتاح لراحتك وتردد اريده سعيدا لكي ارتاح ويكون اخر اهتمامها نفسها . فلا تعتبر امك خادمه تطبخ وتغسل وتكوي ؛ فأمك تاج على راسك اقمه ليظل كما هو لأنه إن مال سقط ؛ فتدارك نفسك واعمل على برها وأجعل ابنتك حنونة بها واختك سندا لها وزوجتك متحدثة لها ؛ واجعلها ملاذك في الشدة والرخاء وعطرك الذي تستنشقه ووسادتك التي تاوي لها اجعلها ظلك الذي تستظل به وشمسك التي تنير حياتك . وعطر فمك بتقبيل قدميها فكن عكازها في الكبر وسندها في الصغر ؛ وكن معها في حزنها قبل فرحها ؛ وفي مرضها قبل عافيتها. فوالله إن طيب الحياة بقربها ؛ ودعوة لها لك موكب ملكي يوصل امانيك الى السماء ؛ فهنيئاً لمن لديه أم ينام بقربها ويسمع صوتها وينام على صدرها ناسياً كل ماحوله شاعراً بحنانها الفياض ؛ يستنشق عطر ودادها ، فأين ماحللتي يا امي حلت البركه والخير والسعاده ؛ امك كنزك الحقيقي فلا تفرط بها ؛ أطعمها ما استعطت وابتسم لها فوالله ان ابتسامتك في وجهها تجلب لها عمرا اخر ؛ واجعل كلامك دوما سمعا وطاعه لها وان لم يعجبك مادام لا يغضب الله. والأم كلمة صغيره ولكنها تحمل كل معاني الحب والحنان والتضحيه فبرها حية وان كنت قد فقدتها فبرها ميتة ادعوا لها تصدق عنها واجعل من نفسك الولد الصالح الذي لم ينقطع عنها*لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:*(إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له). فأعذريني يا أمي إن اغضبتك واعذريني إن زل لساني بكلمة ازعجتك واعذريني إن قصرت يوماً واعذريني إن رفعت صوتي في حضرتك واعذريني إن لم اكن معكِ في الشده وإن لم اشعر بألمك حين اغضبتك فوالله يا امي اني لا احترق باليوم الف مرة حين اذكر فعلا مني اغضبك. واعذريني يا أمي لكوني لم أعرف حقك الا متاخراً وإن الهتني الدنيا عنك وإن انساني من حولي حقك. يارب هي أمي وجنتي اللهمَّ ياذا الجلالِ والإكرام ، يا حيّ يا قيوم ندعوك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت أن تبسط على والدتي من بركاتك، ورحمتك، ورزقك، اللهمَّ ألبسها العافية حتى تهنأ بالمعيشة، واختم لها بالمغفرة حتى لا تضرها الذنوب، اللهمَّ اكفها كل هول دون الجنة حتى تُبَلِّغْها إياها برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم ارزقني برها حية وميته ولا ترني فيها مكروه يارب العالمين.