✒ حياتك كالبستان أبذر فيه البذرة ،واسقها بعطائك تغدو ثمرة حلوة المذاق، لا تكن كسحابة صيف بل كن كسحابة غيث : وكن في الطريقِ عفيفَ الخطأ شريفَ السَّماعِ، كريمَ النظر ولا تخْلُ من عملٍ فوقَه تَعشْ غيرَ عَبْدٍ، ولا مُحتَقَر وكن رجلًا إن أتوا بعده يقولوا : مرَّ وهذا اَلْأَثَر قال صلى الله عليه وسلم : ((مَن سنَّ في الإسلام سنّة حسنة فله أجرها وأجر مَن عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء, ومَن سنّ في الإسلام سنّة سيئة كان عليه وزرها ووزر مَن عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء)) . المعلم له أثر في نفوس طلابه ، والأباء لهم أثر عظيم في نفوس أبنائهم والإخوة والأصدقاء يسكن الأثر قلوبهم فيربو مع الأيام. ولكن كيف هو الأثر؟ لا أسمى وأزكى من أثر طيب دون دوي يظهر صوته جليًا واضحًا بعد الممات فترتسم ابتسامة تليها دعوة من قلوب من كانت بصماتنا في حياتهم. قال الإمام ابن كثير الدمشقي رحمه الله تعالى في تفسير : ((ونكتب ما قدموا)): أي من الأعمال وفي قوله: (وآثارهم) قولان: أحدهما: نكتب أعمالهم التي باشروها بأنفسهم, وآثارهم التي أثروها من بعدهم فيجزيهم على ذلك أيضاً، إن خيراً فخير وإن شراً فشر. ومما يخلفه حسن التعامل وتدارك الموقف كان لدي ارتياع وذعر ورهبة من المسرح والجمهور ولكنّ قررت أن أقف مرة في نشاط مدرسي وشاركت بقصيدة، تدربت عليها مرارًا وتكرارًا وحماسي مشتعل إلى أن أتت تلك اللحظة الحاسمة، تقدمت إلى المسرح بخطوات مرتجفة وقفت في المنتصف وبدأت بالإلقاء البيت الأول ثم الذي يليه أما عن الثالث فقد ودع ذاكرتي وداعًا أبديا. وقفت واجمة ودموعي على حافة جفني وفجأة! الجميع يصفق ويهتف لي أكملي معلماتي، زميلاتي، وجميع من حضر. ومنذ تلك اللحظة عرفت كيف أن المواقف الصغيرة تصنع أثراً عظيمًا لا ننساه. همسة من القلب : أبذر بذرة الخير ، أرعاها حتى تنبت وتبدأ في الإثمار ثم كلّف شخص كفء باستكمال رعايتها باقي الدهر. وانطلق أنت لتبذر أخرى بمكان آخر وأجعل قدوتك في ذلك خير الخلق محمد صلى الله عليه وسلم.