جَدّي يحدثني .. فيَهْملُ دَمْعُه ويقول ..إفهمْ يابُني كلامي مَرّتْ زهور العُمر في زمن الشقَا وتصرمتْ في بؤسه أيامي وأتَى خريفُ العمر حين تبدّلتْ ألامُنا بالأمنِ والإنْعامِ هذي حياةُ المرءِ قدّرها الذي سوّى الأنامَ وقَرّ في الأرحامِ أَبُني ..ذِقْتُ من الحياة أمرَّها فَقْراً وجوعاً في لَظَى الألامِ ورأيتُ أهوالاً يشيبُ لهولها من كان في صِغَرٍ ..وقبل فِطامِ فالموتُ حَلَّ على مرابع أرضِنا يختالُ في قَتلٍْ بدون خِصامِ كلُّ العشائرِ في الديار تناحرتْ عَبَثُ الزمان طَغَى بغير زِمامِ كانت يدُ الفوضَى تَطيشُ بقضِّها وقَضيضِها المتوحشِ المتعامي حتى أتَى ملكُ البلاد فأقبلتْ أطيافُنا في بَيعةِ الإسلامِ نَسعَى إليه وقد تَوحّدَ شُملُنا فَضْلاً من الرحمن ذي الإكرامِ وبِعَزم باني مَجْدنا وكِياننا عبدُالعزيز مُوحّد الأقوامِ في مأرزِ الإسلام في مَهْدِ الهُدَى أنْعِم به مِن سَيدٍ وإمامِ فتآلفَتْ أمالُنا وقلوبُنا وغَدَتْ على أمنٍْ وخَير سَلامِ قد قالها جَدّي وفي عبَراتِه ذِكْرى شَقاءٍ باتَ فوق حُطامِ وبقاءُ سَعْدٍ في ثنايا حاضِرٍ وتشوّقٌ لقوادمِ الأيام. شعر رافع علي الشهري