✒نجد الغبار قد هاجم كل ركن من أركان المنزل وفي كل زاوية من زوايا الغرف نحاول إزالته بشتى الطرق ويعود مرة آخرى في اليوم الذي يليه وقد نغضب ونقول إلى متى؟ فعندما تمسك كتابا قد علق به غبار وتكون عليه طبقات متراكمة وتجد بيت العنكبوت يحيط به و قد بنى له بيتًا فتحاول أن تزيله ولكن دون جدوى فهو بمثابة العقول الخاوية التي اعتلاها الغبار والتي تراكمت فيها كثيرًا من الأشياء وأهملت دون مسؤولية تامة أتعلمون من هم أصحاب العقول الخاوية هم من يستقبلون الأفعال والأفكار السلبية فيقل إنجازهم ونجاحها وقد تتجه اتجاه آخر وتخسر نفسها قبل كل شيء لذا سيكون العقل مثل البيوت التي هجرت اتعلم أن نفسك مكونة من روح وعقل وجسد. أتعلمون ماهو الرابط بينهما عقل أصابه الصدأ فتأثرت به الروح وعندما تتأثر الروح طبيعيا أن يتأثر الجسد فيمرض فيؤثر على العقل ووظيفة الجسد الرئيسية هي حمل الدماغ. لذا نحاول أن نحرك وننشط عقولنا ونحميها من كل سوء فهي المحرك الأساسي الذي نستطيع من خلاله أن نمارس حياتنا بشكل طبيعي قال الله تعالى : ( كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ). لنفكر قليلاًَ ونضع النقاط على الحروف ونسأل أنفسنا هل العقول الخاوية مبدعة؟ لماذا أطلق عليهم مسمى خاوية؟ تمعنوا في هذا القول لا ينمو العقل إلا بثلاث: إدامة التفكير، ومطالعة كتب المفكرين، واليقظة لتجاربط الحياة. عقولنا خاوية، لأنهم اهملوا بكل بساطة التفكير والتأمل، وربما نجد البعض قد أعطى عقله إجازة أبدية ، وفضل أن يعيش بفكر متدني وبشكل مستهلك وبطريقة تقليدية فأهم ما ينشط العقل هو البحث و القراءة والتقصي وخوض التجارب، مشكلتنا أننا أرحنا أنفسنا كثيراً لو بحثنا لوحدنا أنهم أصحاب عقول فتاكة مبدعة تملك العديد من الأفكار الخلابة حاولوا أن تزيلوا تلك الأقفال عن عقولكم التي كادت أن تقتلكم دولتنا الحبيبة وفرت الكثير والكثير ويسرت السبل للوصول لكل شيء بمجرد ضغطت زر اجعلوا عقولكم تستخدم لخدمة الدين والبشر في الخير واكتشاف ماهو مفيد وجديد يخدم مجتمعك لأنك جزء من هذا المجتمع حاول أن تتصيد كل فكرة وتدونها ومن ثم أضف عليها ماتريد أن تستحدثه استعن بذوي الخبرة الذي يملكون العقول المبدعة ، انتهز فرصة العطاء فهو كالنهر الجاري يقودك نحو الإبداع الذي يجعل من عقلك موازياً لفكرك كل فكرة تمر بك لاتتجاهلها بل أسعى لتطويرها وتحقيقها مادامت السبل متوفرة لديك نشط عقلك ستجد أن نشاطك سيتجدد يوماً بعد يوم لذا نحن نحتاج لصناعة العقول المبدعة الخالية من كل الشوائب تذكر أنهانعمة اسبغها الله عز وجل علينا لذا نجد تكرار ذلك في القرآن الكريم لكثير من الآيات القرآنية التي تتحدث عن العقل ودوره وأهميته: (لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) [النور: 61] (لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم: 21] (لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ) [الأنعام: 98] َواسرد لكم قصة عن امرأة حكيمة وكيف استخدمت عقلها خطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه الناس فحمد الله تعالى وأثنى عليه وقال: ألا لا تغلوا في صداق النساء، فإنه لا يبلغني عن أحد ساق أكثر من شيء ساقه رسول الله صلى الله عليه وسلم أو سيق إليه إلا جعلت فضل ذلك في بيت المال، ثم نزل، فعرضت له امرأة من قريش، فقالت: يا أمير المؤمنين، أكتاب الله أحق أن يتبع أو قولك ؟ قال: بل كتاب الله تعالى، فما ذاك ؟ قالت: نهيت الناس آنفًا أن يغالوا في صداق النساء، والله تعالى يقول في كتابه: وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلاَ تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا [النساء: 20]، فقال عمر رضي الله عنه: كل أحد أفقه من عمر، مرتين أو ثلاثًا، ثم رجع إلى المنبر فقال للناس: إني كنت نهيتكم أن تغالوا في صداق النساء ألا فليفعل رجل في ماله ما بدا له. ومن أقوال مصطفى محمود إذا أردنا ان نعرف ماسوف تنتهي إليه خيوط المأساة التي نغزلها فلابد ان نعرف مزيدا عن ذلك اللغز الذي اسمه العقل