✒جميعنا نبحث عن هذه الغاية أن نكون راضين عن ذواتنا، لكن هذا الرضا لا يكون عن طريق الأمور المادية البحتة، لأنه يعتبر شعورًا داخليًا وقناعة فكرية، وقبل أن أبحر معكم في بعض قوانين الرضا الذاتي أحتاج أن تتعرفوا معي على معنى كلمة الرضا ذاتي فمعناها: " أن تشعر بالارتياح عن ذاتك وتحبها بكل ما فيها من حسنات وعيوب وتتقبلها وتحاول أن تطورها وتحسنها بما يتناسب معها ". فالآن نتناول معاً بعضاً من القوانين التي تساعدنا في الوصول لمرحلة الرضا الذاتي: 1- الإيمان التام والجازم بأن الله بيده كل شيء في حياتنا لذا دائما نستعين به في جميع شؤوننا صغيرها وكبيرها فهذا الأمر يجعلنا نرضى ونعيش بسعادة واطمئنان ونستمتع بالحياة في حدود ما أوجبه وأباحه لنا وعلى الوجه الذي يرضيه عنا وقد بين الله أن الرضا الذاتي يكون بأخذ نصيبنا من الدنيا والاستمتاع به تحت شريعته ، قال الله تعالى " وابتغ فيما آتاك الآخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا ...". فهذا الإيمان يزيدنا رضا عن ذواتنا لآنه مقرون برضا الله عنا . 2- أحط ذاتك بهالة من الإيجابية، كيف ذلك؟ عن طريق الابتعاد عن الشخصيات السلبية كثرة الشكوى والتذمر فهي تسلب منا الطاقة الإيجابية وتؤثر سلبا علينا ، وإذا ابتليتُ بإحداها أحاول أن أتخلص من آثرها على ذاتي من خلال ممارسة أمور إيجابية محببه لدي مثل مجالسة الشخصيات الإيجابية أواللعب مع الأطفال أوممارسة الرياضة خاصة رياضة المشي أوالقراءة والاطلاع وغيرها فالمجال مفتوح للجميع كلا على حسب طريقته وشخصيته في ايجاد ايجابيته ورضاه عن ذاته . 3- اصنع لوحة انجازية لذاتك ، فعندما يكون لذاتك أهداف وطموح تسعى لتحقيقها في الحياة هذا السعي يُشعرك بقيمتك كانسان منجز و مبدع ويُكسبك مع الوقت الرضا الذاتي عن ذاتك . 4- كافئ ذاتك واحتفل بها، دائما قدرما تقوم به من إنجازات حتى لو كانت بسيطة وقد لا تُذكر في منظور الأخرين ، فهذه المكافأة تُكسبك رضاً ذاتياً وتُحفزك للقيام بإنجازات أعظم من الإنجازات السابقة لك . 5- رضاك الذاتي مسؤوليتك أنتَ، دائما اجعل لديك قناعة أن سعادتك وشعورك بالرضا هو مسؤوليتك أنت وليس من مسؤولية الأخرين، فهو حق ذاتك عليك ليس على الآخرين، لذا عليك البحث والسعى لتحقيقه بنفسك فكل انسان له طريقته الخاصة في تحقيق راضاه الذاتي . 6- أمنح ذاتك والأخرين المحبة ، حب الذات حق من حقوقها وليس من الأنانية فكلما أحب الإنسان ذاته كلما أصبح راضيا عنها وبالتالي يستطيع محبة الآخرين . 7- اهتم واعتني بذاتك، وذلك من خلال منحها استراحة قصيرة بين فترة وفترة فكلنا لديه العديد من الالتزامات ومسؤوليات التي ينغمس فيها لفترة طويلة، فتتعب الذات لذا تحتاج تجديد الطاقة والنشاط وتغيير نمط الحياة اليومي قليلا ، فهذا الأمر يؤثر بشكل إيجابي عليها ويُكسبها الرضا الذاتي . 10- كن سبباً في ادخال السرور على الأخرين بماتستطيعه، فإنه من أعظم الوسائل التي تُكسبنا الرضا الذاتي . وأن نحرص على مساعدة الأخرين وإدخال السرور والبهجة في حياتهم بأبسط الأمور وأيسرها ولا نحتقر آي معروف نقوم به فهو قيم في نفوس الآخرين مأجورين عليه، وذلك لما ثبت من حديث ابي هريرة رضى الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم ( أفضل الأعمال أن تدخل على أخيك المؤمن سرورا ..) . فعندما تقدم لغيرك مساعدة أنتَ بذلك تسعد وتكسب أجرا و تعزز لديك الرضا الذاتي . 9- ترفع بذاتك عن المقارنة مع الأخرين، كن مؤقنا أن جمال ذاتك يكمن في اختلافها عن ذوات الأخرين، بل اجعل هدفك أن تكون مميزا عن غيرك وابحث عن مواهبك وأعمل على تطويرها واستمتع بتميزك واختلافك فهذا أساس الرضا الذاتي الاختلاف والتميز وأن لا تكن نسخة مكرره عن أحدهم. حتى نصل لمرحلة الرضا الذاتي نحتاج إلى التدريب، وبذل الجهد والوقت المستمر، و تغير طريقة التفكير والنمط الحياة اليومي ، حينها نصبح أكثر إيجابية وسعادة ورضا واستمتاع بأبسط الأمور الموجودة في حياتنا اليومية.